هل أقبل الزواج من رجل أصغر مني سناً؟

0 617

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا فتاة في العشرين من عمري، وقد تقدم لخطبتي شاب يكبرني بسنة، غير أن سمعته ليست جيدة.

علمت أن ابن عمتي - الذي يصغرني بسنة ونصف - يحبني، ويرغب بالزواج مني، لذا رفضت الشاب المتقدم لخطبتي بناء على رغبة أسرتي.

ندمت بعد ذلك على رفضي إياه، فبكيت، وتحسرت على فعلتي، فأنا لا أريد الزواج ممن هو أصغر مني سنا، ولأنني أعتقد أنه لا يناسبني سنا ولا شكلا، وأخبرت والدتي بذلك فكانت شديدة اللهجة معي، حيث أنها موافقة على زواجي منه، وقد اتفقت العائلتان – عائلتي وعائلة ابن عمتي – على مراسم الخطبة والزواج وما يتعلق بهما، وبالتالي أي تراجع يسبب لهم الاحراج.

هذا الأمر أدخلني في حيرة، فإن رفضته ظلمته فهو رجل خير، لا ينقصه شيئا في دينه وخلقه ودراسته، وإن قبلته فقد أظلم نفسي حيث ما زلت غير مقتنعة به لفارق العمر بيننا، ولعدم شعوري بالأمان معه.

سؤالي: ما رأيكم بالموضوع؟ بماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، وننصحك بالموافقة على هذا الشاب – الذي هو ابن العمة – الذي رضيته الأسرة، الذي ليس فيه ما يعيبه سوى هذا الذي تذكرين من صغر سنه، والفرق بينك وبينه ليس كبيرا، وهو ابن عمتك، يعني منك وأنت منه، وهذا الزواج سيكون ناجحا بتوفيق الله - تبارك وتعالى -، فأبعدي عن نفسك هذه الوساوس، واعلمي أن الفتاة لا يمكن أن تجد شابا على ما تريد، ولا يمكن لشاب أن يجد فتاة على ما يريد في كل المواصفات، في كل صغيرة وكبيرة، لكن لا بد أن نسدد، لا بد أن نقارب، ولا بد أن نغتم الفرص.

فإذا كان الشاب ابن عمة، وناجح في الدراسة، وستكون له وظيفة، وهو صاحب أخلاق ودين، فليس هناك مصلحة في الرفض، بل ليس هناك ما يدعوك أصلا إلى مجرد التفكير في رفضه أو عدم القبول به.

فإذا أضفنا لهذه المؤهلات العالية رغبة الأسرة، رغبة الكبير والصغير، في أن تتم هذه العلاقة بينكم، في أن يتم هذا الرباط لتسعد الأسرة، فعند ذلك نؤكد لك أن هؤلاء لا يمكن أن يجمعوا إلا على خير، وأولى الناس بالفتاة هم أهلها الذين هم أحرص الناس على مصلحتها، وأصلح الناس على كل أمر فيه الفائدة بالنسبة لها، وكذلك إخوانك والوالد هم أعرف بالرجال، فمن كل النواحي ومن كافة الجوانب ندعوك إلى عدم تفويت هذه الفرصة التي ستندمين عليها طويلا إذا فوتيها، إذا فوت هذه الفرصة ستندمين عليها طويلا، وستكون هناك عواقب سيئة لرفض ابن العمة بهذه الطريقة.

ونحب أن نؤكد لك أن القناعات السلبية لا بد أن تتغير أولا، فهي قناعات ليست في مكانها الصحيح، وكل ما حصل بعد ذلك هو ينبني على هذه القناعة السلبية التي بدأت تفكرين بها، وبدأت تنظرين للموضوع كافة من زاوية واحدة ضيقة جدا – وهي صغر السن – ومن الذي أوقف الأزواج في الطريق لنسألهم عن أعمارهم؟ وهل هناك جهة تبدأ تسأل وتقول: لماذا أنت كبيرة ولماذا أنت صغير؟

نريد أن نؤكد لك أن هذه العلاقات اللطيفة، علاقة الحب وعلاقة الرباط الشرعي لا تعرف الأعمار، لأنه تلاقي بالأرواح، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

فاطردي عن نفسك الوساوس، واعلمي أنك لن تكوني على الصواب والجميع على الخطأ، وأن هذا السبب الذي تضعينه لرفض هذا الشاب ليس سببا وجيها، وليس سببا شرعيا، ولم يأتي هذا الاعتذار والاعتراف من قبله، فهو راضي، وهو قابل، وأسرته راضية، صاحب خلق، صاحب دين، ناجح في حياته، فكيف تفوتي هذه الفرصة؟ الحياة فرص، فلا تضيعي هذه الفرصة، ومثل هذا الشاب عملة نادرة، والإنسان إذا ضيع فرصته يندم.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يجمع بينك وبينه على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات