وسواس المرض أفقدني الشعور بطعم الحياة، فهل هناك حل لمشكلتي؟

0 838

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، أعاني من تعب نفسي وجسدي، ودائما ما أشعر بضيق وخوف، وأذكر أن هذه العوارض بدأت منذ أن علمت بأني مصابة بمرض السكري، وذلك بواسطة جهاز الاختبار السريع، ولكن عندما أجريت تحليلا للدم تبين أنني لست مصابة بمرض السكر – والحمد لله -.

وبعدها بفترة شعرت بألم وصداع في رأسي ليلا ونهارا، فخفت من أن أكون مصابة بشيء خطير في رأسي – لا قدر الله -، فذهبت إلى المستشفى، وأجريت أشعة صوتية، ولم يظهر شيء، مع العلم أن الصداع كان يأتيني منذ 8 سنوات، ولكنه أصبح يأتيني بكثرة بعدما أصبت بوسواس السكري.

بعد ذلك شعرت بحرقة في المعدة، وذهبت إلى المستشفى، فقالوا: إنني أعاني من التهاب في المعدة، وأعطوني أدوية، وإلى الآن أحسن بصداع ووساوس تأتيني وكأنني سأموت، وأصبحت بسبب ذلك لا أشعر بطعم الحياة، وتعبت نفسيا.

بعد ذلك بفترة خف الصداع، وذهب تفكيري إلى أمر آخر وهو الثدي الأيسر، فهو يؤلمني، وأحس بثقل عندما أضع يدي وأضغط عليه، والأيمن كذلك، ولكن الأيسر ألمه أكثر، وعندما عملت أشعة صوتية للصدر، قالت لي الطبيبة: إني سلمية.

لكني إلى الآن لازلت أفكر فيه، وفقدت شهيتي للأكل والشرب على حد سواء، وأصبحت أحب العزلة والوحدة، فهل هناك حل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tooti حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

من الواضح أنك تعانين من حالة نفسية معروفة نسميها "رهاب المرض"، فعندما ينشغل ذهن المصابة على صحتها، معتقدة بأن لديها مرضا ما، كالسكري، أو السرطان، أو غيرهما، وأن الأطباء إما أنهم يعلمون بهذا ولكنهم لا يخبروها بهذا صراحة، أو أنهم لا يعرفون؛ لأنهم لم يكتشفوا بعد هذا المرض.

وتعتقد المصابة بأنها تحتاج للمزيد من الوقت، والمزيد من الاختبارات والفحوص، والمزيد من آراء الأطباء المختلفين، حتى تصل للتشخيص الذي كانت تخافه كل هذا الوقت، وفي كثير من الأحيان قد تصل الحالة بعد حين للخوف من أي مرض بشكل عام.

وبصراحة في كثير من الحالات مهما قمنا بالمزيد من الفحوصات والاختبارات، ومهما تعددت آراء الأطباء بالتخصصات المختلفة، فكل هذا قد لا يذهب عن ذهن هذه الفتاة فكرة المرض، فإذا بها ومن جديد تبدأ سلسلة جديدة من الأطباء والاختبارات؛ من أجل الوصول إلى "جذور المرض، ومعرفة هذا التشخيص".

أنصحك بأن تتوقفي عن أي اختبار طبي، وأن تراجعي طبيبا نفسيا في المدينة التي تعيشين فيها، وسيقوم هذا الطبيب بأخذ القصة كاملة، ومعرفة الأمور الكثيرة، والتي لم تخبرينا عنها: كنمط الحياة، وعلاقاتك الأسرية والاجتماعية، وتاريخ طفولتك، وطبيعة حياتك اليومية، وهل عندك بالإضافة لانشغال البال بالأمراض شيء من الأعراض النفسية الأخرى كالاكتئاب وغيره؟ فلابد للطبيب النفسي من التحري عن هذا الأمر، ومن ثم يمكن لهذا الطبيب النفسي أن يقوم بعد التشخيص بالعلاج المطلوب.

لا أنصحك بالمزيد من الفحوص والاختبارات التحليلية، فهذه -ومهما كانت النتائج طبيعية أو غير طبيعية- لن تزيدك إلا شكا وتفكيرا وانشغالا بالأعراض والأمراض، وإنما أنصحك بمراجعة اختصاصي في الطب النفسي في أقرب فرصة ممكنة، لتنهي هذا العذاب الذي أنت فيه.

عافاك الله، وكتب لك الشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات