ضيق وخوف وفراغ وزيادة وزن، بماذا تنصحونني؟

0 342

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا سيدة عمري 27 سنة، خرجت حديثا من تجربة انفصال قاسية.

أشعر بضيق شديد، وعدم تقبل الحياة.

كنت أعاني – سابقا – من الخوف من الأصوات، وتخيل الأسوأ دائما، وأن هناك من يلاحقني ويريد قتلي.

حياتي فارغة، ليس لدي عمل، ولا أطفال، ولا هواية تشغل وقتي.

توقفت عن البكاء منذ زمن بعيد، أشعر أنني أحتاج للبكاء، ولكنني لا أستطيع، كل آلامي تتكوم داخلي، حتى أنني أكره الشكوى.

أعاني من الوزن الزائد، وأفكر حاليا بعمل عملية لإنقاصه – تكميم -، ويقال أن العملية تجلب الاكتئاب.

نصحتني صديقتي بأخذ عقار (سبرالكس) المضاد للاكتئاب.

سؤالي: بماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تمرين بظرف نفسي أصبحت مشاعرك وأفكار سلبية جدا، وهذا تجسد في شكل حمل نفسي ثقيل عليك. القليل من السلبيات الموجودة في حياتك، ونسبة لتجاوبك معها جعل حياتك كلها نكدا، ونظرية التعميم هذه نظرية سلوكية معروفة، بمعنى أن الإنسان يلتقط التقاطا وجدانيا السلبيات الموجودة في حياته ثم يبدأ ويعممها على كل مرافق حياته وينسى تماما ما هو طيب وجميل فيها.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة – يا فتاة الإسلام، يا بنت السبعة والعشرين – راجعي نفسك، قيمي نفسك تقييما جديدا، ما مضى قد مضى، الانفصال ليس نهاية الحياة، نعم هي تجربة قاسية ومؤلمة، لكنها خبرة، اسألي الله تعالى أن ينفعك بها، وأن يعوضك زواجا أفضل مما مضى. اجعلي لحياتك أهدافا، رتبي نفسك، لا تدعي للفراغ مجالا، انظري إلى قيمتك الذاتية وأعتقد أنها عالية جدا، لا تحقري ذاتك أبدا، أكثري من التواصل الاجتماعي والفعالية الاجتماعية خاصة مع أسرتك، هذا فيه خير كثير لك.

بالنسبة لموضوع زيادة الوزن: نعرف تماما أن السمنة في حد ذاتها جالبة للاكتئاب النفسي، لذا أنصحك بالتفكير الجدي في تخفيف وزنك، وأنا أفضل أن تقابلي أخصائي التغذية، لا تستعجلي لإجراء عملية الـ (تكميم) أو غيرها من الجراحات التي تنقص الوزن، قابلي أخصائي التغذية، ضعي برنامجا رياضيا، ضعي هدفا، وهذا الهدف هو وزن معين يجب أن تصلي إليه في خلال مدة معينة، هذا أفضل كثيرا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: السبرالكس دواء جيد، لكنه ربما يزيد الوزن، وهذا قد يسبب إشكالية بالنسبة لك. هنالك محسنات مزاج أخرى ليس لها أثر سلبي على الوزن، ومنها عقار (بروزاك) ويسمى علميا باسم (فلوكستين)، شخصيا قناعاتي بها كبيرة في مثل حالتك، ويمكن أن تتناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم – أي عشرين مليجراما – تناوليه باستمرار لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، بعد ذلك خففي الجرعة واجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

عليك - أيتها الفاضلة الكريمة – بالإكثار من الدعاء والصلاة في وقتها، واجعلي لنفسك وردا قرآنيا يوميا، هذا فيه خير كثير لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات