تصيبني نوبات هلع وكآبة، هل الأعراض الجسدية بسببها؟

0 181

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة ولدي طفلتان، واحدة عمرها 3 سنوات والأخرى 4 شهور، مشكلتي بدأت قبل شهرين عندما كنت متوترة قليلا ومضغوطة، خاصة وأننا في آخر فترة الحمل انتقلنا من بلد الغربة ورجعنا للوطن حيث الحياه أصعب، أصبت بحالة فزع وخوف كما قرأت على موقعكم، حيث أني أصبت بخفقان شديد، وارتفاع في الضغط، حيث أن ضغطي دائما ممتاز، ورجفان في الأطراف وألم في المعدة، ومشكلتي الكبرى حالة الكآبة التي تأتيني بعدها، حيث يصبح كل شيء غير جميل، كل شيء يقلقني مع أني لم أشك في حياتي من مشاكل نفسية، فأنا إنسانة اجتماعية ومحبة للحياة وملتزمة.

ذهبت إلى اختصاصي قلب، أخبرني أن عندي حالة فسيولوجية تسمى نهي عصبي منشؤها قلبي، وأن لها دواء ولكن لأني مرضعة لا يصح أن آخذه، وأن علاجي الآن الرياضة، هل ما أعاني منه اكتئاب بعد الولادة؟ وهل القلق والتوتر هو ما يجعل معدتي دائما تؤلمني، ونبضي عال، وأحس بخدر وتنميل خصوصا بعد الاستيقاظ من النوم؟

أرجوكم لا تطيلوا بالرد علي، لا أريد أن تتطور حالتي، أرجوكم ما الحل؟ وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما دمت إنسانة اجتماعية ومحبة للحياة وملتزمة -إن شاء الله تعالى- سوف يزول ما بك؛ لأنك تمتلكين المهارات المتميزة التي تقاوم العلل النفسية.

ما بك قطعا هو نوع من قلق المخاوف مع وجود اكتئاب ثانوي من الدرجة البسيطة، ولا أعتقد أنه اكتئاب ما بعد الولادة، الحالة أبسط مما توصف بأنها اكتئاب ما بعد الولادة، وحين أقول (أبسط) لا أقلل أبدا من شأن وطأة هذه الأعراض عليك، أنا أعرف أن التوترات والقلق المصحوب بأعراض نفسوجسدية مزعج جدا لصاحبه، لكن بالمقاييس الطبية النفسية العلمية لا يعتبر حالة خطيرة.

أعراضك الجسدية قطعا منشؤها هو الحالة النفسية، وحالة القلق والمخاوف النفسية بدورها تؤدي إلى المزيد من الأعراض الجسدية، وهكذا يدخل الإنسان في هذه الحلقة المفرغة.

قطعا أنت في حاجة للعلاج، -وإن شاء الله تعالى- سوف تكون استجابتك ممتازة جدا، قطعا موضوع إرضاع الطفل أمر لا بد من الاهتمام به، خاصة فيما يتعلق بتناول الأدوية بصفة عامة، والأدوية النفسية على وجه الخصوص، لكن توجد أدوية يمكن أن نعتبرها سليمة ما دام عمر الطفل أكثر من ثلاثة أشهر.

عقار (زولفت) على وجه الخصوص، ويسمى تجاريا أيضا (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، وربما يكون له مسمى تجاري آخر في الأردن، يعتبر دواء مقبولا إذا استعمل بجرعة صغيرة، وهي خمسة وعشرين مليجراما ليلا، وهذه يمكن تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلينها حبة كاملة ليلا، وحين تصل الجرعة إلى حبة واحدة ليلا هنا يجب ألا ترضعي الطفل من الحليب الذي سوف يتجمع خلال الثماني ساعات التي تعقب تناول الحبة، يعني بعد مضي ثمانية ساعات من تناول الحبة يجب شطف وسحب الحليب كاملا من الثدي ورميه، وبعد ذلك لا مانع من أن يعطى الحليب الذي سوف يتكون بعد ذلك حتى موعد الجرعة الجديدة، وقطعا إذا ذهبت إلى أحد الأخوة الأطباء النفسيين، هذا أيضا سوف يكون أمرا جيدا، السيرترالين أعتقد أنك تحتاجين لتناوله بجرعة حبة واحدة لمدة أربعة أشهر، بعدها تخفض إلى نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمجة أسبوعين آخرين.

اطمئني -أيتها الفاضلة الكريمة– لا بد أن تستشعري الجوانب الإيجابية الجميلة في حياتك، وحاولي أن تنظمي وقتك، وإن استطعت أن تمارسي أي نوع من الرياضة الجسدية البسيطة التي تناسب المرأة المسلمة، هذا أيضا سوف يكون مفيدا وجيدا، كما أن التعاطي مع تمارين الاسترخاء ذو فائدة كبيرة جدا، وفي ذات الوقت سوف يكون من الأفضل تجنب تناول كميات كبيرة من الشاي أو القهوة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات