أرشدوني: كيف أكون سعيدة مع رجل خلوق، لكنه يخلو من الوسامة؟

0 438

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة تقدم لخطبتي شاب خلوق طيب، لديه مواصفات تتمناها كل فتاة في زوج المستقبل، إلا أنه يخلو من الجمال والوسامة، وقد كانت أمنيتي أن يرزقني الله بالزوج الصالح الوسيم.

وافقت عليه بعد إقناع من أهلي، وأقنعت نفسي أن الجمال زائل ولن يبقى إلا الأخلاق، لكنني كلما رأيت شابا وسيما شعرت بالحسرة والألم على سوء حظي في زوج المستقبل.

أصبحت أخشى ألا أستطيع أن أحبه بعد الزواج، فأظلم نفسي وأظلمه معي، فأنا وافقت عليه لأني لم أجد سببا مقنعا لرفضه.

أشعر أنني مشوشة، ولا أعرف كيف أكون سعيدة مع خطيب أقل وسامة من بقية الشباب.

سؤالي: ماذا أفعل؟ كيف أقتنع به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دمعة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نهنئك بهذا الشاب الذي تتمناه كل فتاة، والذي وافقت عليه الأسرة، وهذا دليل على أنه يحمل مؤهلات عالية جدا، ونحب أن نؤكد - لابنتنا الفاضلة – أن الجمال المطلوب في الرجال هو جمال الأخلاق، والنجاح الاجتماعي، والقدرة على التواصل، وكمال الرجولة في الإنسان، هو أن ينجح هذا الإنسان في أن يكون علاقات ناجحة، هو أن ينجح في أن يدير أسرته ويقوم بواجباته.

ولذلك هذه المسألة التي عندك لا يبنى عليها، ولا تعتبر أساسا، بل الجمال المطلوب إنما يكون في الأنثى، وحتى جمال الأنثى إنما هو أذواق تختلف من شخص إلى شخص، فكل فتاة جميلة بحيائها وحجابها وإيمانها، وبعد ذلك هذا الشاب الذي جاء وطلب يدك جاء عن قناعة، وترك ملايين النساء، وطلب يدك أنت، فينبغي أن تعرفي هذا الجانب، ونحب أن نؤكد لك أن مسألة الأخلاق هي الأساس، وكما قال الشاعر: جمال الوجه مع قبح النفوس، كقنديل على قبر المجوس، لا خير في جمال ولا مال ولا نسب ولا حسب إذا لم يكن معه دين، إذا لم يكن معه أخلاق.

وبالنسبة للرجال نحن نركز على الأخلاق والدين (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) والنبي - صلى الله عليه وسلم – لو قال (دينه) فقط فإن الدين فيه الأخلاق، لكن لأهمية الأخلاق فإنه ركز وفصلها ولذلك قال: (دينه وخلقه) وأنت تقولين أنه صاحب أخلاق عالية، وصاحب مواصفات تتمناها كل فتاة.

فتعوذي بالله من هذه الهواجس ومن هذه الوساوس التي جاء بها الشيطان ليعكر عليك، وهم الشيطان أن يحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله.

وإذا كنت قد قبلت بالشاب وجاءتك هذه الوساوس بعد ذلك فهذا مما ينبغي أن تتعوذي بالله - تبارك وتعالى - منه، ولا تقفي طويلا عند هذه المسألة، واعلمي أنه لا يمكن لفتاة أن تجد فتى مائة بالمائة خاليا من العيوب، ولن يجد رجل امرأة خالية من العيوب، لأننا كلنا بشر، وكلنا ذلك الناقص، وما ينبغي أن تنخدعي بمن تزوجت بشخص وسيم – أو كذا – فإن العبرة ليست في هذا، فكثيرا ما تحتوي هذه البيوت على مآس، وعلى إشكالات كبيرة، بعضهم ذكروها، وبعضها لم يذكر، فإن الرجل الوسيم هذا ربما يكون مقصرا في حق أهله، ربما يكون قاسيا، أخلاقه سيئة، ربما يكون عنده نقص في رجولته، العبرة ليست بهذا، وإنما بكمال رجولة الإنسان، بكمال أخلاقه، وبكمال سمته.

صحيح لا نستطيع أن نعمم هذا، ولكن أيضا نريد أن نقول: نحن لا ننظر في الرجال إلى أشكالهم بقدر ما ننظر إلى أخلاقهم، بقدر ما ننظر إلى ما عنده من دين، وما عنده من قدرة على التواصل - وأكرر: مسألة التواصل والنجاح في الحياة – لأن هذا هو الذي نريده من الرجل، أن يكون ناجحا في حياته، في عمله، في تحمله المسؤولية، في علاقاته بأصدقائه، في وجوده بين الرجال كأنه شامة يقول ويقرر وينصح ويوجه، يعني رجلا له مركز اجتماعي، هذه هي المسائل التي نهتم بها، لأن الأبناء سيستفيدون من هذه الجوانب، ويأخذون عنه هذه الصفات القيادية ليكونوا ناجحين - إن شاء الله تعالى – في حياتهم.

نتمنى أن تكملي المشوار، وتعوذي بالله - تبارك وتعالى - من الشيطان، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات