بلع الريق باستمرار بشكل محرج هل هي مشكلة نفسية؟ وما العلاج؟

0 506

السؤال

السلام عليكم ..

أنا أعاني من بلع الريق باستمرار، ولا أعرف السبب، ذهبت لدكتور الحنجرة والأنف وأعطاني أدوية لم تنفع، وهذه المشكلة أثرت كثيرا في، وسببت لي إحراجا بين زميلاتي، وحتى لو كانت وسواسية ماذا أفعل حتى تختفي، مع أني أفعلها كل دقيقة حتى لو كنت وحدي، بماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبلع الريق المستمر قد يكون عادة مكتسبة، أو قد يكون ناتجا من قلق، وهذا القلق ناتج من انقباضات عضلية في منطقة الرقبة، وبعد ذلك تحول الأمر إلى موضوع رتيب، أي أنه يأخذ الطابع الوسواسي، الحالة -أيتها الفاضلة الكريمة– ليست حالة عضوية، بمعنى أنه ليس لديك مرض جسدي، هذا يجب أن تتأكدي منه تماما وتثقي فيما نقول، وحتى من الناحية النفسية هذه الحالة تعتبر حالة قلقية بسيطة أو نفسوجسدية، بمعنى أن المنشأ هو نفسي، لكن العرض جسدي.

العلاج يتمثل في الآتي:
أولا: التجاهل التام لما يحدث، هذا ليس بالسهل، لكنه أيضا ليس بالمستحيل.

ثانيا: تطبيق تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس المتدرج، بمعنى أن تأخذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، بشرط أن تكوني في وضع استرخائي تام، وتغمضي عينيك، وتتأملي في شيء جميل، وإدخال الهواء –أي الشهيق– يكون ببطء شديد، بعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدة أربعة ثوان، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم بكل قوة وشدة وبطء، هذا التمرين يكرر خمس مرات متتالية، وسوف تجدي فيه فائدة كبيرة جدا، وبعد أن تنتهي من التمرين حاولي أن تبلعي ريقك لمرة واحدة فقط، بعد ذلك تجاهلي الأمر، وأثناء عملية التدريب –والتي تستغرق حوالي عشرة مليجرام دقائق– قطعا تقومي ببلع الريق.

ثالثا: أرجو أن تنامي في وضعية سليمة، أحيانا الوضع الخطأ للرقبة في أثناء النوم قد يؤدي إلى تقلصات عضلية، والتقلصات العضلية قد تؤدي إلى بلع الريق المتكرر، لذا أرجو أن تنامي في وضعية استرخائية، وأن تنامي على وسائد أو مخدات خفيفة جدا، نامي على شقك الأيمن، احرصي على أذكارك.

أرجو أيضا أن تمارسي أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، اجتهدي في تطوير حياتك، إن كنت في مرحلة الدراسة يجب أن تكوني متفوقة ومتميزة، وكما ذكرت لك أن حسن إدارة الوقت بصورة صحيحة، هي من أفضل الوسائل التي تصرف الانتباه عن هذه الظواهر النفسوجسدية، التي أصلا منشؤها القلق.

إذا لم تتحسن أحوالك بعد تطبيق هذه الآليات، وهذا لا أتوقعه، فأنا متفائل جدا، وكما ذكرت لك فهو مجرب، لكن إذا لم يحدث تحسن أرجو أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، وليس إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة، الطبيب النفسي سوف يقوم بإعطائك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وسوف يفيدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات