مشكلتي مع التوتر والرهاب، أريد توجيهكم.

0 163

السؤال

السلام عليكم

نشكر موقعكم الرائع على مساعدته للكثير من الناس، أعانكم الله وأثابكم على ذلك.

أنا شاب في 15 من عمري، وقريبا سأتم ال 16, وفي العام الماضي بينما كنت في المدرسة قام المعلم بإعطائنا درسا كان فيه شيء من التعقيد، ومن حينها أصابني شعور بالتوتر والتعقيد.

أصبحت أرى الحياة معقدة، وأصبحت كثير النسيان, فمثلا: عندما أتذكر أنني يجب أن أذهب إلى المدرسة، أو يجب أن أقوم بعمل ما أشعر بالتوتر، وأخشى أن أنسى شيئا، وأشعر بصعوبة.

كما أنني كثير التفكير بالأمور، ودائما ما أطرح سؤالا, ألا وهو: ماذا إذا؟! فحينما أمر بجانب مجموعة من الشباب أقول لنفسي: ماذا إذا اعتدوا علي؟ أو حينما أذهب إلى المدرسة أقول لنفسي: ماذا إذا نسيت شيئا مهما؟

علما أن لدي وسواس قهري؛ حيث أقوم بتكرار الأشياء, وقد اطلعت على بعض الاستشارات هنا، واستفدت منها، وأصبحت في الغالب أقدر على الاستفادة.

كما أنني في بعض الأحيان يصيبني الشعور المفاجئ بالسعادة، فيذهب الشعور بالتوتر، ولكن ذلك يدوم لثوان فقط, فهل يمكن أن يكون اكتئابا؟

علما أني طالب متوفق، محافظ على الصلاة، ولله الحمد, وعلاقتي بأهلي أكثر من رائعة.

وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على كلماتك الطيبة في حق إسلام ويب، ونسأل الله العافية والتوفيق والسداد للجميع.

لا أرى أنك تعاني من مشكلة رئيسية، كل الذي بك هو نوع من القلق التوتري، وقد بدأ هذا القلق عندك حينما قام المعلم بإعطاء الدرس الذي لا يخلو من صعوبة وتعقيد، وهذا كان مؤثرا قويا عليك، ومن هنا انطلقت حالة القلق والتوتر التي تعاني منها، وهذا القلق والتوتر تحول بعد ذلك إلى تساؤلات وسواسية.

أعطيت أمثلة جميلة حين قلت: (حين تكون مارا بمجموعة من الشباب تقول لنفسك: ماذا لو اعتدوا علي؟ أو حين تذهب إلى المدرسة تقول لنفسك: ماذا لو نسيت شيئا مهما) هذا نوع من التساؤلات الوسواسية البسيطة، ولا أريدك أن تنزعج لها.

الذي يتضح لي أن شخصيتك في الأصل هي شخصية طموحة مندفعة اندفاعا إيجابيا، وتحاول أن تكون مدققا، لذا ظهرت لديك هذه الظاهرة البسيطة، وهي يمكن أن نسميها (القلق الوسواسي) من الدرجة البسيطة.

أنت لا تعاني أبدا من اكتئاب نفسي، والشعور الذي يأتيك من وقت لآخر وهو شعور التوتر الشديد، وكذلك شعور الانبساط لثوان؛ ليست دليلا على وجود اكتئابي نفسي، وليس دليلا على وجود تقلب مزاجي، أنت في مرحلة عمرية تكثر فيها مثل هذه الأعراض.

أسعدني كثيرا - أيها الفاضل الكريم – أنك محافظ على صلاتك، وبار بوالديك، وعلاقتك بأهلك رائعة، هذا أمر جميل، وهذه ركيزة يمكن أن تنطلق من خلالها إلى المزيد من الإنجازات والتوفيق والسداد إن شاء الله تعالى.

الذي أريده منك هو أن تفهم حالتك، ولذا كنت حريصا أن أشرحها لك بوضوح، فأنت لست مصابا باكتئاب، أنت شخص متطلع ومتحفز إيجابيا، هذا طبعا يؤدي إلى قلق ووساوس في بعض الأحيان، والظاهرة مرتبطة بمرحلتك العمرية وليس أكثر من ذلك.

أريدك أن تنظر إلى الأمور بإيجابية، وعليك أن تقتنع بمقدراتك، وأن تقيم ذاتك بصورة صحيحة.

أنت لست هشا من الناحية النفسية، وحتى موضوع الدرس الذي ألقاه المعلم وكان فيه شيء من التعقيد، انتباهك له أو تصورك السلبي نحوه ونحو صعوبته، هذا دليل أنك تريد أن تنجز، واعرف - أيها الفاضل الكريم – مهما كان الدرس معقدا، ومهما كان صعبا سيكون في محيط استيعابك ومقدراتك - إن شاء الله تعالى- والنظر والتوجه الإيجابي مهم جدا.

بالنسبة للأفكار الوسواسية: لا تعطيها مجالا، اعتبرها أفكارا سخيفة، حين تأتيك هذه الأفكار وتنصب عليك أو تسيطر عليك قل لها: أنت فكرة وسواسية قبيحة، لن أعطيك أي اهتمام، وهكذا.

عليك أيضا بالإكثار من التواصل الاجتماعي، خاصة مع الصالحين من الشباب، كما أن ممارسة الرياضة الجماعية سوف تكون مفيدة جدا لك، مثل: رياضة المشي، رياضة الجري، لعب كرة القدم، هذه فيها خير كثير وكثير بالنسبة لك.

نصيحة أخرى هي: لا أريدك أن تراقب أداءك الجسدي أو النفسي، أنت شديد اليقظة وقوي المراقبة والتمحيص على وظائفك الفسيولوجية والنفسية، لذا تستشعر القلق والتوتر، وكذلك الوساوس البسيط بالصورة التي ذكرتها، فكن مسترخيا، كن تلقائيا، كن عفويا بعض الشيء، وحاول أن تدير وقتك بصورة صحيحة.

نصيحتي الأخرى لك هي: أن تطبق تمارين الاسترخاء، فهي ذات عائد نفسي كبير للتخلص من التوتر والتقلبات النفسية والوسواسية، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلع عليها، وأن تطبق ما بها من إرشادات وتمارين، فهي - إن شاء الله تعالى – مفيدة ومفيدة جدا بالنسبة لحالتك، وأنت لا تحتاج لأي علاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات