لدي عقدة من قاعة الدراسة أثرت على مستقبلي وحياتي، ما الحل؟

0 144

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، شخصيتي اجتماعية وحساسة بعض الشيء ومرحة، ولدي بعض المخاوف، من الأماكن المغلقة والمرتفعة والأمراض، أشعر بتوتر وقلق عندما أدخل إلى قاعة الدراسة، وبعد جلوسي فيها بنصف ساعة يأتيني ضيق، وكتمة شديدة، وتسارع في دقات القلب وتعرق.

أصبح لدي عقدة أني لم أعد أحب الدخول للقاعة، خوفا أن تأتيني هذه الأعراض، وهذا أثر على دراستي، كذلك أخاف جدا من الموت، وأحيانا أشعر أنني في سجن، وأشعر بعدم الراحة، وأشعر كأنني في حلم وأن الحياة ليست حقيقية.

سؤالي: بماذا تنصحونني؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مؤمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التوتر والقلق الظرفي –أي في أماكن معينة أو تحت ظروف معينة– أصبح من السمات الكثيرة، والأعراض التي يشكو منها الناس خاصة من الشباب، وهذه الحالات -إن شاء الله تعالى– ليست مرضية بالمفهوم المرضي الحقيقي، لكنها ظواهر مزعجة بعض الشيء.

الخوف من الموت هو جزء من حالات الرهاب المنتشرة أيضا، وجملة الأمر أستطيع أن أقول لك أنك تعانين من درجة بسيطة من (قلق المخاوف)؛ وقلق المخاوف هذا يمكن أن يكون عارضا وعابرا خاصة في مثل عمرك، لكن قطعا التصدي له وعلاجه مبكرا هو المطلوب.

من المهم جدا أن تعبري عن نفسك وتتجنبي الكتمان خاصة أنك شخصية حساسة، وعليك أيضا أن تصححي من مفاهيمك بأنه ليس هنالك ما يدعوك للخوف أبدا، وأن تواجهي خوفك هذا حول الأماكن المرتفعة –على وجه الخصوص– لا تتجنبيها أبدا، تصوري أنك في مبنى عال جدا وانقطعت كهرباء المصعد -مثلا- ووجدت صعوبة في النزول، واستعنت بالدفاع المدني، ثم -الحمد لله تعالى– نزلت بالسلامة.

مثل هذه التصورات نسميها: (التعريض في الخيال) مهمة جدا، والتعريض أو التعرض في الخيال إذا استصحبه الإنسان بالتعريض الفعلي –يعني عدم التجنب– يستفيد منه كثيرا.

بالنسبة لموضوع الخوف من الموت: الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان لحظة ولا ينقص منه لحظه، والإنسان يستطيع أن يدير حياته بالخير والصلاح والبر والإحسان، لكنه لا يستطيع أن يدير أمر موته، لكن من خلال الحياة ذاتها يجب أن يعمل الإنسان لما بعد موته، ويكون الإنسان متوكلا وموقنا بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وأنه تعالى قال: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره}.

والدعاء والحياة الصحية مهمان جدا ليشعر الإنسان بأنه صاحب نفس مطمئنة، الحياة الصحية تتطلب:
1) النوم المبكر.
2) ممارسة الرياضة.
3) الأنشطة والفعاليات المختلفة يجب أن ينخرط فيها الإنسان.
4) التنظيم الغذائي.
5) الحرص على العبادات في وقتها.
6) التواصل الاجتماعي وصلة الأرحام والانخراط في مناسبات الناس.

هذا كله يعطي الإنسان مشاعر إيجابية جدا، شعورك كأنك في حلم: هذا ناتج من القلق النفسي.

فإذا حالتك كما ذكرت لك هي نوع من قلق المخاوف، وأنا أتمنى أيضا أن تقابلي طبيبا نفسيا، حتى ولو لمرة واحدة، لأنك بالفعل محتاجة لعلاج دوائي، هنالك أدوية ممتازة جدا مثل عقار (زولفت Zoloft) أو يسمى تجاريا (لوسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) أرى أنك قد تحتاجين لتناوله لمدة ثلاثة أشهر، لكن قطعا لا تقدمي على هذه الخطوة إلا بعد أن تقابلي الطبيب، وإذا رأى الطبيب أنك لست في حاجة للدواء فلا تتناوليه.

أريدك أيضا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، فيها منفعة كبيرة جدا، تمارين التنفس المتدرج، وكذلك تمارين قبض وفك واسترخاء العضلات، إذا طبقت بصورة صحيحة مع المداومة عليها تكون نتائجها رائعة جدا.

استشارة موقعنا في هذا الخصوص هي تحت الرقم (2136015) أرجو الرجوع إليها والاستفادة منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات