أرشدوني كيف أتخلص من وسواس الرياء الذي يهاجمني؟

0 394

السؤال

السلام عليكم...

أنا طالبة جامعية، أعاني من وسواس الرياء، حيث أشك أن كل صلواتي فيها رياء، فأصبحت مهمومة، كل تفكيري بالصلاة ووقتها، ولا أرتاح حتى أصلي بمفردي في خلوة، وبحكم أنني طالبة أعاني من أداء الصلاة في الجامعة، وازداد الأمر سوء حيث وصل الوسواس إلى كل شيء، لا أستطيع حتى إرسال الرسائل الدينية، أخشى أنني أرائي، ووصلت لدرجة الشعور بالكفر.

سؤالي: إذا شعر الإنسان أنه كفر، فهل يغفر الله له ويقبل توبته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا وحرصك على ما يهمك من أمر دينك، ونسأل الله -تعالى- أن يصرف عنك كل سوء ومكروه.

نحن نطمئنك أولا -أيتها البنت الكريمة– أنك بخير -والحمد لله-، وأن إسلامك بخير، وأنك على خير كثير، فكراهتك لهذه الوساوس ونفورك منها دليل على سلامة في إيمانك، وصحة في إسلامك، ولكن أنت مأمورة بأن تأخذي بالأسباب التي تدفع عن نفسك هذه الوساوس، وهي أسباب سهلة ويسيرة.

العلاج الأول: ألا تلتفتي إلى هذا الوسواس، ولا تعيريه اهتماما، فإنه كيد من الشيطان ومكر منه، يحاول به أن يدخل الحزن إلى قلبك، ويكره إليك الطاعات والعبادات ليصرفك عنها، فردي كيده في نحره، واصرفي ذهنك عن الانشغال بما يوحيه إليك ويمليه، واستعيني بالله على ذلك، وسيعينك سبحانه وتعالى.

الأمر الثاني: الاستعاذة بالله -تعالى- كلما عرض لك عارض من ذلك، فإذا سلكت هذا الطريق فإننا على ثقة تامة من أن الله -تعالى- سيدفع عنك هذا المكروه ويصرف عنك هذا السوء.

هذه هي النصيحة النبوية لمن ابتلي بشيء من الوسواس، قال -عليه الصلاة والسلام-: (فليستعذ بالله ولينته) فاستعيذي بالله وانتهي عن الاسترسال مع الوسوسة، ستشفين -بإذن الله تعالى-.

إذا حاول الشيطان أن يقول لك بأنك رآيت أو أنك ستفعلين هذا الشيء رياء فلا تلتفتي إليه، وافعلي ذلك، ولا تتركي شيئا من العبادات خوفا من الرياء، فإن ترك العبادات خوف الرياء رياء كما يقرر العلماء ذلك، فلا تتركي شيئا من العبادات بسبب وسوسة الشيطان وإيحائه لك.

وخوفك كل هذا الخوف من الرياء دليل على إخلاصك، على أنك تريدين بعملك وجه الله -تعالى-، ولولا هذا الإخلاص الموجود في القلب، لما تعب الشيطان كل هذا التعب في محاولة إفساد هذا الإخلاص بما يلقيه إليك من أنواع الشكوك والأوهام، فلا تلتفتي إذا إلى وسوسة الرياء، وتذكري دائما أن العمل إنما يجازي عليه الله -سبحانه وتعالى-، وأن غيره لا يستطيع أن يجزيك، فإذا استحضرت هذا المعنى فإن هذا سيدفعك دوما إلى العمل ابتغاء وجه الله.

وأما الوسواس بأنك قد كفرت أو غير ذلك؛ فإن هذا أيضا مما يدل على أن الشيطان يكيد لك كيدا عظيما لما يراه فيك من الخير والإيمان والصلاح، وخوفك كل هذا الخوف وذعرك من هذا الوسواس، دليل على وجود الإيمان في قلبك، ولذلك النبي -عليه الصلاة والسلام– قال لبعض الصحابة، الذين شكوا إليه أنهم يجدون في صدورهم من الوساوس الشيء القبيح، الذي يفضل أحدهم أن يحرق حتى يصير حممة، يفضل ذلك على ألا يتكلم بما يجده في صدره، فلما شكوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم– هذه الحال قال لهم: (ذاك صريح الإيمان) فجعل خوفهم من التكلم بمثل ذلك الوسواس الذي في صدورهم ونفورهم منه، دليلا صريحا على صحة إسلامهم وقوة إيمانهم.

ونحن نظن بك ذلك الظن، فلا تخافي، ولا تلتفتي إلى هذه الوساوس، وامضي في عملك، مستعينة بالله، واستعيذي بالله -تعالى- كلما حاول الشيطان أن يعترضك بشيء من ذلك الوسواس، وسيذهب عنك -بإذن الله تعالى– عن قريب.

نسأل الله أن يأخذ بيدك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات