قلت لفتاة أحبك وقالت لي مثلها مع علم أمها بذلك فما رأيكم؟

0 444

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو الإجابة على سؤالي في أسرع وقت.

أنا طالب ثانوية، ومنذ سنة أو سنتين تعرفت على بنت، وهذه البنت والدها صديق أبي، لم أقصد التعرف عليها، ولكن ما جمعنا هو أنه كان هناك مشكلة في جهاز الكمبيوتر الخاص بها، وأنا أعرف الكثير في مجال الكمبيوتر، فأتت مع أخيها إلى منزلنا وظلت صامتة إلى حين أن بدأت في تصليح الجهاز، وأتت لتقول لي: ما هي المشكلة فقط، وأخذ الكلام، تعرفت عليها ومن هم أهلها فقط، ثم مشيت هي وأخوها.

بعد ذلك بأسبوع طلبت من والدتها رقم الواتس أب الخاص بابنتها فأعطته لي، ثم بدأ الكلام بيني وبينها عادي جدا كأصدقاء، مر شهران فوجدت نفسي مندفعا لها، وهي كلامها يدفع أيضا للارتباط، فاستشرت والدي، فقال لي: أنت أكبر منها في السن أنت (15) وهي (14) إرجعا لربكما، فذهبت وقلت لها على الواتس أب: ما نفعله لا يصح ولا يرضي ربنا، فتوقفت عن الكلام في هذا الموضوع، إلى بعد سنة ونصف من معرفتي بها.

تطورت العلاقة بيننا، فقلت لها منذ 4 أسابيع تقريبا: أنا أحبك. فقالت لي: أنا أيضا أحبك، ولكن نحن لم نقل هذه الكلمة لمعنى الحب المعروف، لكن قلناها لنشجع بعضنا على الدراسة، وإثبات ذلك أن مستواي في الدراسة في ازدياد من أول معرفتي بها (أول العاشر بالنسبة لي).

وأنا أرى أن الفرق هو: بدلا من أني كنت أناديها باسمها ناديتها يا حبيبتي، وهي أيضا ليس باسمي ولكن يا حبيبي، وعندما تقابلنا منذ أسبوعين عائلة لعائلة لم أقدر حتى أن المس يدها، أخذت المحمول الخاص بي ولم أقدر أن أخذه منها، جلسنا وحدنا لمدت 15 دقيقة ورجعنا إلى أهلنا، ورجعت كل عائلة لبيتها.

بعدها بأسبوع قلت لأبي وأمي: أنا قلت لهذه البنت أني أحبها. فقالوا لي: إن هذا حرام على أساس هذه الآية (ولا تواعدوهن سرا) ولكن البنت أمها تعرف بأننا نحب بعضنا، وموافقة، وتعلم أننا قلنا لبعض: أحبك وأحبك.

والسؤال هنا: هل يجوز أن أستمر في الكلام معها في هذا الموضوع -كلام فقط- لا فعل؟ وأنا أضمن نفسي وأضمنها أيضا ألا يحصل أي شيء بيننا، وبعلم أمها وعلم أمي وأبي.

هل يجوز أم لا؟ أرجو أن تكون الإجابة واضحة؛ لأني أريد حلا نهائيا لهذا الموضوع، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ay حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، وحسن الوضوح مع أسرتك وأسرتها، وهذا مبدأ مهم جدا، ولكن نتمنى أن تتحول هذه العلاقة إلى علاقة رسمية، علاقة خطبة، وإلا فعليكم أن تتوقفوا، ثم تتهيأ للزواج، بعد ذلك يتقدم أهلك بطريقة رسمية ليطلبوا يدها؛ لأن الإسلام لا يقبل مثل هذه العلاقة إلا بغطاء شرعي، ولا يكفي علم الأهل – علم أمها وعلم أمك – هذا لا يكفي، ما لم يكن هدف هذه العلاقة هو الزواج، ما لم تكن هذه العلاقة معلنة، ما لم تكن هذه العلاقة مكشوفة للناس جميعا، فجزء من العلاقة اتصالات خافية، وما يحصل بينكما لا يعرف به أحد، والشيطان هو الثالث، وقد تحدث خلوة.

وعلى كل حال الإسلام لا يعترف بأي صداقة بين ذكر وأنثى إلا في إطار المحرمية، أو في إطار الحياة الزوجية، يعني إما أن تكون خالة أو عمة أو أخت، أو في إطار الزوجية بأن تكون مخطوبة خطبة رسمية، وفي هذه الحالة أيضا لا يجوز أيضا أن يخلو بها طالما هو خاطب فقط، ولم يعقد عليها العقد الشرعي؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.

وحتى المخطوبة نحن لا ننصح بكثرة الزيارة، ولكن إذا كانت هناك أمورا ضرورية فإنه يزورها ويجلس معها لكن ليس على انفراد، وإنما في محضر واحد من محارمها، أو تحت سمعهم وبصرهم وفي مرأى منهم، وغير هذا لا يمكن أن يقبل، ولا يمكن أن يجوز الاستمرار في هذه الكلمات، وإذا كانت تريد النصيحة فعليها أن تصادق أخواتك، وأن تصادق إخوانها من الذكور، طالما كان والدك صديقا لوالدها فاطلب من الوالد واطلب من الوالدة أن يطلبوا يدها رسميا، أو على نظام إذا كنتم صغارا – كما قال الوالد – أيضا يمكن أن يقول: (ترى نريد فلانة لابننا فلان) وينتهي الموضوع عند هذا، وتوقفوا عن الاتصالات، حتى يأتي الوقت المناسب الذي تكون قد تهيأت فيه وأعددت نفسك لإكمال مراسيم الزواج، وعندها ستجد الجميع يقف معك، وستجد الجميع فرحين، وستكون هذه العلاقة في طاعة الله وفي مرضاته.

إذا ما يحدث لا يمكن أن يقبل من الناحية الشرعية، ونشكر لك هذه الصراحة والوضوح في كتابة الاستشارة، ونشكر لك الصراحة والوضوح في التواصل بين أهلك وإخبارهم بكل ما يحدث، ونتمنى أن تتوقف؛ لأن هذا فعلا لا يجوز، والحمد لله هذه الفتاة لن تكون إلا لك، وأنت لن تكون إلا لها، فلماذا الاستعجال؟! عليكم أن تنصرفوا للجد والدراسة وإعداد أنفسكم للمستقبل، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير، ولا ننصح بالتوسع في الكلام من الآن، ولكن عندما يأتي الوقت المناسب ستكون زوجة لك وأنت زوجا لها، بموافقة الأهل على كتاب الله وعلى سنة النبي - صلى الله عليه وسلم – وبعلم الجيران والأهل والناس الذين سيفرحون بهذه العلاقة، وتكوين هذا البيت الجديد.

نسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات