أعاني من بلع الريق كثيرا ولا سيما أمام الآخرين، فهل من حل؟

0 375

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعرض مشكلتي بين أيديكم لعلي أجد لها حلا -إن شاء الله- فأنا أعاني منذ سنة ونصف تقريبا من مشكلة بلع الريق بشكل غير طبيعي، والعجيب أنني لا أعاني من هذا المرض إلا عندما أتذكره، وإذا كنت ناسيا فلا أعاني منه، ولا أعاني منه إلا إذا تذكرته، وهذا غالبا.

كما أعاني منه في مواقف معينة أيضا، مثلا: عند قراءة القرآن على الإذاعة المدرسية أمام أشخاص، فصوتي جيد بالقرآن -والحمد لله- ولكن لا أستطيع أن أظهره بسبب هذه المشكلة، وأعاني منه أيضا: عند التكلم أمام أشخاص، وأيضا: عندما أتذكر بعض الموتى أعاني من تلك المشكلة.

أحسست بأني إذا تخلصت من هذه المشكلة سأزيل عائقا كبير من حياتي، وهكذا، وتسبب لي بالإحراج الشديد، وأنا يئست من العلاج، ثم تذكرت (لكل داء دواء) فأعدت التفاؤل مرة أخرى.

فما هو الحل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة، وما تعانيه من بلع للريق بشكل غير طبيعي والذي يظهر لديك حين تكون منتبها لهذه العلة -أو حين تكون في موقف يتطلب مواجهات اجتماعية- الذي يحدث لك هو ناتج من قلق، والقلق الذي لديك أصبح لديه طابعا وسواسيا، وهذه الحالة ليست حالة عضوية، هي ظاهرة نفسية بسيطة جدا -إن شاء الله تعالى-.

الإنسان حين يكون في موقف يتطلب مواجهة اجتماعية عند الحديث أمام جمع من الناس (مثلا) هنا يحفز الجسد نفسه بإفراز مواد متعددة أهمها مادة (الأدرينالين) وهذه المادة تؤدي إلى تحفيز القلب ليزيد من تدفق الدم وكمية الأكسجين الذي تحتاجه العضلات، والأجهزة المختلفة في الجسم، وهذا يؤدي إلى مشاعر الضيق (مثلا)، أو تسارع ضربات القلب، أو شيء من الخوف، أو حتى بلع الريق الذي يحدث لك، هذا نتاج طبيعي لعملية فسيولوجية نفسية.

أنا قصدت أن أقدم لك هذا الشرح البسيط لتكون ملما بطبيعة ما يحدث لك، وأنه أمر ليس خطيرا أبدا، وسوف ينتهي -إن شاء الله تعالى-.

علاجك -كما تفضلت وذكرت- من خلال التجاهل، التجاهل يفيدك كثيرا.

ثانيا: عليك بأن تكثر من هذه المواجهات، أكثر منها، أن تظهر في الإذاعة المدرسية، أن تكون دائما في الصفوف الأمامية، تحرص على صلاة الجماعة في الصف الأول، تلعب أي رياضة مع أصدقائك، تشارك في الجمعيات المدرسية، من خلال هذا التعريض أو التعرض المستمر سوف تجد أن هذه الظاهرة قد اختفت.

فإذا المواجهة هي المطلوبة، والتجنب مرفوض، التعريض يزيل الخوف، والتجنب للموقف يزيد الخوف.

هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، وهي مشهورة جدا، ومفيدة أيضا في مثل حالتك، أريدك أن تتدرب عليها، وذلك من خلال أن تطلع على استشارة بموقعنا تحت رقم: (2136015) حاول أن تقرأها بدقة، وبعد استيعابك لتفاصيلها يجب أن تطبقها، ففيها -إن شاء الله تعالى- نفع لك كثيرا.

لا أعتقد أنك محتاج لعلاج دوائي في هذه المرحلة، بشرط أن تكثر من المواجهات كما ذكرت لك، وإن أصبح الأمر فوق طاقتك -وهذا لا أتوقعه- ففي هذه الحالة يجب أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا ليصف لك أحد الأدوية المضادة لنوبات الرهاب الاجتماعي البسيط.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات