الحزن والخوف لا يفارقني بعد وفاة والدي.. ماذا أفعل؟

0 318

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

توفي والدي قبل أربع سنوات فجأة، ولم يكن يعاني من أي مرض -ولله الحمد- ومن آثار الفجعة التي جاءتني لم أعد أتحمل أخبارا سيئة أو مشاكل، وأعاني من أعصاب الرقبة والظهر.

وأصبحت أخاف أن أفقد والدتي أو أي شخص قريب مني، -الحمد لله- أنا مؤمن بالله، وأحافظ على الصلاة أيضا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.

إن ما تمر به هي ربما حالة من أسى الفقدان لوفاة والدك رحمه الله، وهذا إلى حد كبير أمر طبيعي، فالوفاة بشكل مفاجئ وبالرغم من الإيمان والتسليم بقضاء الله وقدره، تبقى هذه حادثة صادمة لك، مما أثار الأحزان الكثيرة، وربما أثار أيضا بعض الأحداث في حياتك الخاصة، والتي ربما لم تصل لدرجة أنها أحداث كبيرة، إلا أنها كلها مؤثرات عاطفية متراكمة، فكانت صدمة وفاة الوالد الصدمة التي حركت الكثير.

وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور، ومنها أن تذكر أن أمامك الوقت لتتجاوز هذا الحال، فهذا الحزن أو الأسى سيأخذ حده، ومن ثم يبدأ بالتراجع شيئا فشيئا.

ومن الأخطاء الشائعة بين الناس في التعامل مع أسى الوفاة أن بعض الناس قد يبدأ بتجنب الحديث عن المتوفى، وربما يستبعد وجود صوره، والعكس هو الصحيح من الحديث عن والدك رحمه الله، وربما النظر في صوره بين الحين والآخر، وكذلك زيارة القبور التي أمرنا بها الرسول الكريم، حيث يقول: (كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها) فهذا يخفف من هذا الألم، وحتى الرسول الكريم شعر به عندما فقد ولده إبراهيم، فقال: (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون).

ومما يعينك أيضا هو القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، وخاصة بسبب شدة أعصاب الرقبة والظهر، من مثل الجلوس في حالة استرخاء وتلاوة بعض آيات القرآن الكريم والدعاء، والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على تخفيف هذه الأعراض.

ولا تنسى أخي الفاضل أهمية الدعوة الصالحة للوالد -رحمه الله-.

وفقك الله ويسر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزها، وفي وقت قصير.

مواد ذات صلة

الاستشارات