خائفة من تناول سبرالس لأني أظن الطبيبة لم تفهم حالتي جيدا

0 347

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أشكر كل القائمين على هذا الموقع الأكثر من رائع، جزاكم الله خير الجزاء.

أصبت بقلق وخوف ووساوس وتوتر من 4 أشهر، وقد أثر هذا على دراستي الجامعية، وقد قرر والداي عرضي على طبيب نفسي، وذهبت وقابلت الدكتورة لكني لم أتحدث بكل ما في خاطري لأن والداي كانا معي، وهذا الأمر أخافني من تناول الدواء، أقول في نفسي أن الدكتورة لم تفهمني، وصفت لي دواء سبرالكس أبدأ بنصف حبة -5 مل جرام- لمدة أسبوع، ثم أرفعها لحبة كاملة -10 مل جرام- لمدة شهر ثم مراجعتها بعد الشهر، ورفضت الدواء ثم استخرت وأخذته.

أخذته بالأمس وشعرت بغثيان وتقلصات في البطن، ورجفة في الفم وصداع، أنا خائفة من الدواء، هل هو سليم ولا يؤثر علي؟ مع العلم أني صغيرة، عمري 18 سنة و6 أشهر، قرأت آثاره الجانبية وزاد خوفي منها، الأفكار الانتحارية والنزيف وأشياء أخرى أخافتني جدا، وكتب لي بعض الأعراض أنها لا تحدث إلا في واحد من ألف لكن لا زلت خائفة، أخاف أن تزيد حالتي سوءا مع الدواء، أو بعد تركه تحدث لي انتكاسة وتصبح حالتي أسوأ من الآن، طمئن قلبي يا دكتور، وانصحني ماذا أفعل؟ فأنا أثق فيك جدا.

جعله الله في موازين حسناتك، أحبك في الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أقدر تخوفك من الأدوية، لأن حالة القلق والمخاوف والوساوس التي تعانين منها في الأصل هي منفرة من الأدوية، بل تساعد على نمو الأفكار السالبة حول الأدوية، وذلك من خلال ما يسمعه الإنسان في المجتمع.

أنا أقول لك: على العكس تماما الأدوية مفيدة، الأدوية ممتازة، الأدوية نعمة كبيرة من نعم الله تعالى علينا، وحتى نحصل على فائدتها الحقيقية ودون أي مضار، يجب أن يكون هنالك التزام وانضباط تام في الالتزام بالجرعة وبالكمية الموصوفة وللمدة المطلوبة، هذه هي المبادئ الرئيسية في نجاح العلاج.

بالنسبة للآثار الجانبية، كل دواء له آثار جانبية حتى البنادول والأسبرين لهما آثار جانبية، حتى بعض الفيتامينات يقال أن لها آثار جانبية، لكن الأمر نسبي، آثار جانبية جدا نادرة، قد لا تحدث مطلقا، وهذا هو الأغلب، لكن شركات الأدوية ملزمة أن تذكر ذلك في النشرات والمطويات المصاحبة للأدوية، هذا التزام قانوني تلزم به شركات الأدوية، وعقار (سبرالكس) ويسمى علميا باسم (إستالوبرام)، ربما أقول لك دون أي مبالغة هو العقار الأسلم في مجموعة الأدوية النفسية، فلا تترددي في تناوله.

موضوع الشعور بالغثيان والتقلصات في البطن وكذلك الرجفة هي أعراض عادية تحدث في بداية العلاج، خاصة بالنسبة للأشخاص الحساسين أو الذين يتمتعون بتوجه سلبي نحو الأدوية، فجرعة خمسة مليجرام لا تعني أي شيء، هي جرعة بسيطة جدا بل هي جرعة تمهيدية، ويجب أن ترفع الجرعة بعد انقضاء هذه الفترة التمهيدية، ومن ثم تبدأ الفترة العلاجية، ثم فترة الوقاية والتوقف التدريجي عن الدواء.

موضوع الانتحار وما أثير حوله وعلاقته بهذه الأدوية، هذا الكلام نادر جدا، وأنا شخصيا لم أشاهد في حياتي العملية -والتي هي طويلة نسبية– أي شخص أثارت فيه هذه الأدوية الأفكار انتحارية، الأفكار الانتحارية تأتي من الاكتئاب نفسه، من ضعف اليقين، من التفاعل مع الضغوطات الحياتية بصورة سلبية، فأرجو أن تطمئني تماما.

النزيف وخفض ملح الصوديوم قد يحدث، لكنه نادر جدا، وهذا إن حدث يحدث عند كبار السن، فأرجو أن تطمئني الاطمئنان الكامل للدواء، ومن أجل أن تقلصي آثاره الجانبية أرجو أن تتناوليه ليلا بعد الأكل، هذا يزيل هذه الآثار الجانبية السلبية كثيرا، وجرعة خمسة مليجرام قطعا ليست جرعة كافية، لكن كما ذكرنا هي جرعة تمهيدية صحيحة يجب أن ترفع إلى عشرة مليجرام بعد ذلك، وبعض الناس يحتاجون لزيادتها بعد تناولهم للعشرة مليجرام.

فأرجو أن تطمئني - أيتها الفاضلة الكريمة –، تناولي الدواء وسلي الله تعالى أن ينفعك به، وعليك بالتطبيقات السلوكية المتعلقة بعلاج الخوف والقلق والوساوس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات