أنا شاب مسلم ولكني أشاهد الأفلام الإباحية..أريد حلاً

0 482

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


أولا: أشكركم على هذا الموقع الكريم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

ثانيا: عندي مشكلة، وأتمنى أن أجد الحل عندكم.

أنا شاب مسلم متدين، أحفظ من القرآن، وأراجع وأقرأ في الفقه وغير ذلك من الأمور، ومع ذلك فإني أرضخ لتأثير الأفلام الإباحية، المصيبة أنني ليست عندي شهوة تدعو لذلك، بل وأغض بصري في الطرقات، ولكن لا أعرف ماذا يحدث عندما أجلس أمام الكمبيوتر.

أتمنى أن أجد عندكم حلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص الذي دفعك للسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجنبك الفواحش والشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وهنيئا لك المحافظة على الصلاة، والحرص على طاعة الله، وغض البصر، فإن هذه طاعات عظيمة لله تبارك وتعالى.

أرجو أن تدرك أن غض البصر ليس المطلوب في الشارع فقط، ولكن في المجلات، في المواقع، بل إن مشاهدة الصور الإباحية في المواقع هو الأخطر؛ لأن المواقع يستطيع الإنسان أن يعيد الصورة ويثبتها وينظر ويكون في مأمن لا يراه الناس، ولكن عليه أن يتذكر أن رب الناس ناظر إليه، مطلع عليه، لا تخفى عليه خافية، والله أحق أن تخاف منه.

نذكرك بأن أسوأ الناس هم أصحاب ذنوب الخلوات، الذين إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، وهذا تفسير {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} فإن بعض المفسرين قال: {خائنة الأعين} هو أن يظهر للناس أنه يغض بصره، لكنه يتحين الفرص، وينظر بطريقة خافية على الناس، الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

إذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستح من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني

لذلك نذكرك بالمراقبة لله تبارك وتعالى، وندعوك إلى أن تضع هذا الجهاز في صالة مكشوفة، في أماكن مكشوفة، ولا تجعل هذا الجهاز الذي يحضر فيه الشيطان، لا تجعله في غرفة مغلقة؛ لأن هذا يدعو الإنسان إلى الشر، والشيطان يزين للإنسان المنكر، فتعوذ بالله من الشيطان، واعلم أنك -ولله الحمد- تقوم بطاعات عظيمة، بل أنت قبل أشهر صمت لله فتركت طعامك وشرابك لله، من هنا نحن ندعوك إلى أن تترك السعي وراء هذه الشهوة، وتجنب حب الاستطلاع الذي يدفعك إلى النظر إلى تلك الأمور الحرام.

نؤكد لك أن الأمر لن يقف عند هذا الحد، فأدرك نفسك، وتوقف منذ البداية، وتب إلى الله تبارك وتعالى، ونبشرك بأن الله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، وبأنه ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيما إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه غفورا إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، فلا تحرم نفسك من رحمة الرحيم، وتوجه إلى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك هذا التواصل ونتمنى أن نسمع عنك خيرا، ونستغفر الله لك ولأنفسنا.

وشكرا لك على هذا التواصل.

مواد ذات صلة

الاستشارات