أصابتني حالة اكتئاب مفاجئة عكرت صفو حياتي!!

0 286

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في بداية حالتي كنت في الصف الثالث الثانوي, والآن أنا سنة ثالثة في الجامعة ولله الحمد.

بدايتي هي عند خروجي من الثانوية العامة, كنت جاهزا للذهاب إلى جدة مع أهلي, وأنا من سكان المدينة, وفجأة وإذا بي أغير رأي, فقلت لهم اذهبوا, وأنا سأبقى, ومنذ ذاك اليوم وأنا معي خفقان, وكنت أبكي من شدة ما أنا به.

قلق نفسي, وأحيانا اكتئاب, تغيرت الدنيا علي, صرت متوترا أتلعثم, ولا أريد أحدا أن يسألني, و إذا طلب اسمي تتغير ملامح وجهي.

ذهبت إلى شيخ ليقرأ علي فارتحت بنسبة جيدة, وبقيت فترة بعدها تقريبا سنة وأشهر وحالتي ميسورة أذهب وأخرج ولا إشكال في ذلك, بعد فترة رجعت حالتي, تقريبا لها أكثر من شهر, ولكن بأشد من الأول, وتأتيني دوخات متقطعة حتى في الصلاة وأنا رافع من الركوع وعند السجود.

كما أن عندي تفكيرا سلبيا بالموت أو بالجنون, ولا أريد أن أرى مجنونا أو سكرانا, فهذا يؤثر علي, وأخاف خوفا شديدا, وتأتيني أفكار أو وساوس لا أدري, وهي أني أفكر بشيء قديم, وأقول يا ليت أرجع مثل الأول مبسوطا فرحانا, لا أدري كيف أصف سعادتي, والله يعلم ما كان أخفى من ذلك.

حالتي هذه أتتني فجأة عند خروجي من الثانوية للسفر, ولكن قدر الله وما شاء فعل.

ملاحظة: أنا إمام مسجد, ولله الحمد, وطالب جامعي, ومعدلي طيب, ولكن نفسيتي متعبة, وإلى الله المشتكى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد المطيري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت شخص لك إيجابيات عظيمة في الحياة، فأنت إمام مسجد وطالب جامعي، والحمد لله تعالى معدلك طيب، هذه الإيجابيات العظيمة والإنجازات الكبيرة يجب أن تستذكرها دائما في حياتك، وتسعى لتطوير نفسك من خلالها، فالفعل الإيجابي دائما هو الذي يمحو التفكير والمشاعر السلبية الغير إيجابية.

من حيث الحالة النفسية أرى أن الذي حدث لك هو نوبات مخاوف وقلق مفاجئ، وقد تأتي تحت نطاق ما يسمى بـ (نوبات الهرع أو الفزع) هذه الحالات تعالج من خلال تجاهلها، من خلال أن يوسوس الإنسان حولها، وأن تصرف انتباهك عنها تماما، وسيكون من الجيد أيضا أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف ونوبات الهرع، ومنها دواء ممتاز جدا يعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (ستالوبرام) وهنالك أدوية أخرى كثيرة، فإن قمت بزيارة واحدة للطبيب النفسي أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيا تماما.

أيضا تمارين الاسترخاء تعتبر مهمة جدا، ولو استصحبتها أيضا بممارسة أي نوع من الرياضة كرياضة المشي مثلا، هذا أيضا سوف تكون قيمة علاجية كبيرة جدا، تزيل عنك إن شاء الله تعالى الهواجس والوسوسة والتوترات الداخلية.

إن لم تتمكن من الذهاب للطبيب النفسي فجرعة السبرالكس هي أن تبدأ بنصف حبة -أي خمسة مليجراما- تتناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة -أي عشرة مليجراما- تناولها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء دواء بسيط جدا، وسليم جدا، وجرعتك هي من الجرعات الصغيرة، ونسأل الله تعالى أن ينفعك به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات