هل من حل للخجل والرهاب والعنوسة؟

0 313

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي هي الخوف والرهاب من الناس، وعدم الاختلاط مع البنات أو الحديث معهن، وكذلك قلة النوم، والأرق، والوسواس الدائم، فأنا منعزلة عن الآخرين وأحب الوحدة، وحساسة كثيرا من أي كلمة تقال عني، أو ضحكة، أو أي حركة تجاهي، وإلى الآن أنا غير متزوجة، فكيف أحصل على رجل يتقدم لي؟ وما هي الطرق؟ أيضا: أريد أن أصبح اجتماعية أكثر بالناس وغير خجولة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ريتاج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإنسان إذا أتته مخاوف -حتى وإن كانت بسيطة- فإنها تجره نحو مشاعر سلبية جدا، فتجعله يقدر نفسه تقديرا ضعيفا للدرجة التي يحقر من إمكانياته، ويعتبرها واهية جدا، وهذا نسميه بـ(إدراك الذات السلبي) وهو مشكلة كبيرة جدا.

أنا أقدر كل الكلمات التي وردت في رسالتك، والتي أوضحت فيها الأعراض التي تعانين منها، من خوف ورهاب، ووساوس وأرق، لكن أود منك أن تتذكري أن الإنسان كثيرا ما يقيم أعراضه بصورة مبالغة، نعم قد يكون هنالك شيء من الخوف، وقد يكون هنالك شيء من التردد، وهذا لا بأس به في كثير من الأحيان؛ لأن الذي لا يخاف لا يحمي نفسه، والذي لا يتردد لا يكون منضبطا، والذي لا يقلق لا يكون منتجا وفعالا، فإذا هذه الأعراض يجب أن نوظفها ونجعلها إيجابية.

وبالنسبة لك، يجب أن تسألي نفسك: لماذا لا تختلطين مع البنات خاصة الصالحات من البنات؟ الإنسان بطبعه يجب أن يتفاعل اجتماعيا، والإنسان له ثلاث حاجات أساسية: حاجته الغريزية، من أكل، وشرب، ونوم، وخلافه، وحاجته للأمان في كل شيء، وحاجته للتواصل والتفاعل الاجتماعي؛ هذه هي الحاجيات الرئيسية الثلاث للإنسان.

لا تقللي من شأنك -أيتها الفاضلة الكريمة-، وضعي برامج واضحة، وابني صداقات واضحة جميلة طيبة مع بعض زميلاتك من البنات، ويمكن أن تبني علاقات بين بنات الأهل والأقرباء مثلا، وليس من الضروري أن تكون هذه الصداقات كثيرة ومتسعة، لكن تكون في حدود المعقول.

كما أن الترابط الاجتماعي وبناء الصداقات يمكن أن يتم من خلال مؤسسات، فمثلا مراكز الدعوة، ومراكز الإرشاد، ومراكز تحفيظ القرآن؛ فيها فرصة عظيمة جدا، يلتقي الإنسان فيها -وفي غيرها- مع أفضل الناس، وتكون هنالك صداقات وترابط وتآزر.

هذه هي الحياة، وهذه هي الطريقة المثلى لأن يتخطى الإنسان صعوباته الاجتماعية، وفي ذات الوقت نوعية هذه المعارف وهذه الصلات الاجتماعية قد تكون سبيلا جيدا وميسرا لأن يكتب الله تعالى لك زوجا، فهذه تعجب بطبعك وبأخلاقك وترشحك – مثلا – لأخيها.

هذه هي الطرق، فلا يمكن للإنسان أن ينقبض على نفسه، وينكب عليها، ويقيمها تقييما سلبيا، إنما ننصحك بأن تخرجي، وأن تقومي بكل ما هو مفيد، ولا تقيمي نفسك تقييما سلبيا، والوسوسة دائما تعالج من خلال تحقيرها، وعدم الاكتراث لها، وصرف الانتباه عنها بما هو مفيد، والاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، ومن تدخلاته.

نظمي وقتك؛ فيجب أن تكون هنالك حيوية في حياتك، وشاركي أسرتك في كل ما هو مفيد، وخذي مبادرات اجتماعية جيدة في داخل الأسرة وفي خارجها، وقطعا مثل هذه المشاعر -مشاعر الرهبة والقلق والتوتر والوساوس- قد تعطي الإنسان أيضا مشاعر سلبية فيما يخص مزاجه.

لا أقول إن حالتك وصلت لمرحلة الاكتئاب، لكن قطعا هنالك عدم ارتياح، لذا أنصحك بتناول أحد الأدوية المحفزة والمحسنة للمزاج، والمزيلة للقلق والأرق، والاكتئاب والوساوس -إن شاء الله تعالى-، والدواء بسيط جدا، يعرف باسم (زيروكسات Seroxat) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine) وله مسميات أخرى تجارية، وهو سليم وغير إدماني، ولا يؤثر أبدا على الهرمونات عند النساء.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة جدا، نصف حبة – أي عشرة مليجرام – تناوليها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعليها حبة كاملة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، - وإن شاء الله تعالى - سوف يعود عليك هذا العلاج والأخذ بالإرشادات السابقة بكل خير .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات