كيف أصل مع الآخرين إلى العلاقة الاجتماعية الناجحة؟

0 314

السؤال

السلام عليكم

لدي مشكلة مع أصدقائي في الدراسة، وأصدقائي عموما، فأحيانا أشعر بأن لي مكانة مهمة بينهم، وأحيانا أشعر بأني منبوذ ودمي ثقيل، ومنذ عام مضى كنت قد وصلت لمرحلة من الاهتمام تفوق الوصف, فقد كنت المسؤول عن كل مشاكلهم الدراسية، مع أعضاء التدريس.

في هذا العام انعزلت عن هذا الموضوع، وشعرت بأنه غير مهم لي، فما الحل؟ لأن هذا الموضوع أصبح شغلي الشاغل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع.أ.ب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، وإنا لنسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يرزقك العمل الخالص والعلم النافع .

الأخ الحبيب: قد ذكرت شوق مساعدتك إخوانك مع تذبذبهم في القبول، مرة يحتاجونك، فتشعر أنك أصبحت محور الاهتمام، ومرة يبتعدون حتى ترى نفسك عبئا ثقيلا عليهم، كما تقول، ودعنا أخي الفاضل، نناقش الأمر في محورين رئيسيين:

الأول: فضل مساعدة الآخرين.
الثاني: عزوف الأصدقاء تارة وحنينهم إليك تارة أخرى.

أما الأول فاعلم -بارك الله فيك- أن التواصل مع الناس ومساعدتهم أمر حض عليه الإسلام، وحرص أتباعه على القيام به والوفاء بحقه، وجعل أجر ذلك ممتدا إلى يوم القيامة، فقال صلى الله عليه وسلم كما روى البخاري: " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستره الله يوم القيامة "

السعي في حاجة الإخوان ، وتفريج كربهم ، والستر عليهم، والجزاء فيه من جنس العمل، وفي هذا المعنى أيضا يقول صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) : عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ( من نفــس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفــس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، رواه مسلم، هذا إشارات واضحة الدلالة على عظيم مساعدة الآخرين.

السعي لا يلزم منه بالضرورة قضاء المصلحة إذا بذلت كامل جهدك، بل الأجر ساعتها موصول، وقد روى الطبراني والحاكم وصححه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق كل خندق أبعد مما بين الخافقين ) رواه الطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد إلا أنه قال: ( لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجة -وأشار بأصبعه- أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين، وعليه فلا ينبغي أن يكف المرء عن مساعدة الغير التماس الأجر لا التماس التقدير من الناس .

ثانيا: عزوف الأصدقاء تارة وحنينهم إليك تارة أخرى:

أما عن تذبذب الأخوة ما بين مقبل ومعرض، فاعلم رعاك الله أن من الناس من يجعل قربه وبعده من الناس بناء على المصلحة التي تعود عليه، فطالما كنت معينا كان صديقا، وهؤلاء بعضهم معذور وبعضهم مغرور والتعامل معهم وفق ما ذكرنا في الفقرة الثانية يريحك .

أخي الحبيب: لا تجعل معيار تقييمك لذاتك هو اقتراب الناس منك أو ابتعادهم، بل ليكن المعيار في التقييم: إرادتك الحق من عدمه، فإذا فعلت أمرا تبتغي به وجه الله، وكان على النحو الصحيح فلا يضرك أحبك الناس أم أبغضوك.

ونوصيك أخي الحبيب أن تنوع من أصحابك وأن تجعل أدينهم لله أقربهم منك مجلسا، واستشرهم واطلب منهم النصيحة، نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات