يمنعني الحياء عن اتخاذ أي قرار في حياتي

0 399

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 32 سنة، أعاني من ضعف في الشخصية والخجل الشديد الغير مبرر، حتى مع أقرب الناس لي، حيث أني دائما أتردد في اتخاذ أي قرار في حياتي، ويمنعني الحياء عن اتخاذ أي قرار.

كذلك دائما أحاول أن أرضي الآخرين، وليس عندي ثقة بنفسي، وخاصة مع زملائي في العمل، دائما لا أرفض طلبا لأحد، حتى لو كان فوق طاقتي، وأحيانا أعمل أمورا لا أريدها.

كذلك أنا كثير الخجل من والدي وإخواني، حيث أني لا آخذ راحتي معهم في الحديث، وخاصة والدي، وأنا كثير الخجل في العمل، ولا أدافع عن نفسي كثيرا إذا انتقدني أحد الأشخاص.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sameer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الأخطاء الجسيمة أن ينعت الإنسان نفسه بصفات، ويقتنع بها، ويبدأ يتصرف مع نفسه على هذا الأساس، وأن يكون الإنسان مقتنعا بضعف شخصيته، ويدرك نفسه على هذا الأساس السلبي، فهذه مشكلة.

لذا أول خطوات العلاج –أيها الفاضل الكريم– هو أن تعيد النظر في شخصيتك أو في تقييمك لشخصيتك، ويجب أن تدرك نفسك بصورة أفضل.

نعم قد يكون عندك بعض سمات الخجل والحياء أو الخوف البسيط، وقد تكون شخصا طيبا ولطيفا وتحبذ الإيثار، هذا قد يكون موجودا منه شيء كصفة من صفاتك وسمة من سماتك، وهذا نعتبره أمرا إيجابيا، فأنا أريدك أن تفصل ما بين شخصيتك كإنسان، وما بين سلوكياتك وتصرفاتك، لا تعتقد أنك ضعيف الشخصية، على العكس تماما، ليس هنالك ما يجعلك أقل من الآخرين.

بعد ذلك تبدأ في تصحيح مسارك من خلال الإكثار من التواصل الاجتماعي، فهو أساسي، وحين تكون قناعتك بأنك لست أقل من الآخرين هذا سوف يخفف عليك كثيرا الشعور السلبي الذي يمنعك من التواصل.

ليس هنالك حواجز ما بينك وبين والديك وإخوتك، على العكس تماما يجب أن تحس بالطمأنينة حين تكون معهم، كن معبرا، يجب أن تكون دائما في وضع تفاعلي وإيجابي، وأن تبدي لوالديك الرفق والرفقة والبر بهما والإحسان إليهما، هذا يجعل قلبك مطمئنا ويدفعك دفعا إيجابيا.

بالنسبة لعلاقتك مع الزملاء في العمل: هي علاقة تقوم على الاحترام وعلى التقدير، وليس على التهاون أو التضحيات التي لا داعي لها، صحح مفهومك من خلال هذه المبادئ.

أنا أعتقد أنك إذا انخرطت في عمل خيري سوف تجد متنفسات كثيرة تريح نفسك، فحاول أن تسلك هذا المسلك، وتلج هذا الطريق، حاول أيضا أن تدخل في أنشطة اجتماعية أخرى مثل ممارسة نوع من الرياضة الجماعية، الصلوات دائما كن في الصفوف الأمامية، أكثر من زيارة الأرحام، أكثر من الاطلاعات، لأن المعرفة تزود الإنسان بطاقات إيجابية جدا ليحسن التعامل مع الآخرين.

النقطة الأخيرة هي: أرى أن تناولك لأحد الأدوية المضادة للمخاوف والقلق والمحسنة للمزاج سيكون مفيدا لك، وقطعا عقار (باروكستين) والذي يعرف تجاريا باسم (زيروكسات CR) سيكون مفيدا جدا لك.

ابدأ في تناوله بجرعة 12.5 مليجرام، تناولها يوميا ليلا لمدة شهرين، بعد ذلك اجعلها خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 12.5 مليجرام ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء سليم جدا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأرجو أن تأخذ ما ذكرناه لك من إرشاد ونصح بكلياته وككتلة واحدة، وتتناول الدواء في ذات الوقت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات