لدي هموم كثيرة وعدم تركيز وتردد، ما نصيحتكم؟

0 367

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتكم.

أنا شاب من سوريا بعمر22 سنة، أدرس في الجامعة سنة أولى، وأعتقد أن لدي اكتئابا، فأنا لا أستطيع التعبير عن مشاعري، حتى إني أشعر أنه يوجد شيء ما، أريد أن أقوله مكبوت في صدري! لا أستطيع التعبير عنه.

هذا الأمر صار له فترة كبيرة من الزمن، أعتقد أكثر من 5 سنوات، والآن لا أذكر نفسي متى كنت سعيدا أو مرتاح البال؟

حتى إني لا أستطيع أن أذكر مرة في حياتي كنت فيها سعيدا، فأشعر بالضيق ونومي مضطرب، كنت أنام في النهار وأستيقظ في الليل، وأكثر ما يزعجني هو عندما أستيقظ لا أشعر بالرغبة في النوم، ولكني أرغم نفسي على النوم في حين يكون لدي جامعة أتركها، وأتابع نومي، مع أني اكتفيت.

أشعر أنه ليس لدي شخصية، وأصبحت أنزعج من أصغر مزحة، وأعتبرها إهانة، ولكني أتحمل ولا أرد، أو لا أعرف كيف أرد؟! فانقطعت عامين عن الجامعة بسبب الظروف في سوريا، لكن أصدقائي داوموا ونجحوا، ونفسيتي لم تكن مرتاحة، ولا أستطيع التعبير عما بداخلي.

التركيز لدي معدوم، ألاحظ أني أعاني من الشرود بالمجهول والسرحان، لا يوجد شيء يزعجني، ولا يوجد شيء يفرحني.

عندما أدرس أعرف أن فكرة الفقرة سهلة، ولكن تأخذ وقتا طويلا، وأشعر أني ناسيها ولا ترسخ في ذهني.

أشعر بضوضاء داخلي، يعني عدم تركيز، وصرت أشعر أني ممل بينما كنت في الطفولة، وإلى الآن الشخص المحبوب الهادئ الاجتماعي، ولكن لا أعرف أن أمزح.

صرت أتكلم بصوت خفيف، وألاحظ بشدة تدني مستوى ذكائي إلى مستوى غير مقبول إطلاقا، أي لا أستطيع أن أفهم حتى أبسط الفكر.

يعني استيعابي بطيء، حتى إني أحاول إبعاد نظري عن العالم عندما أسير في الطريق لا أعرف أين أنظر؟ هل يجب أن أنظر إلى الشخص الذي يمشي أو لا؟!

لا أستطيع التركيز في نظر الشخص الذي يحاورني، وأخاف من المستقبل جدا، وأريد أن أعمل وأعرف أنه يجب أن أفعل شيئا، لكن لا توجد إرادة لذلك.

أحسب كثيرا لكلام الناس ورأيهم في، ولا أعرف ما السبيل للخلاص من ذلك، فأرتبك كثيرا، ويحمر وجهي عندما تحدثني فتاة أيضا، أو عندما أصلي إماما يختفي صوتي، وأشعر بارتباك شديد ملحوظ.

قرأت كثيرا في الإنترنت وحاولت أن أفعل خطوات الاسترخاء التي ذكرتها لكن بصراحة إرادتي ضعيفة، وأستطيع أن أنصح وأجد حلا لكل مشاكل من حولي، إلا مشكلتي فأنا أعتقد أني شخص ممثل بارع حتى على نفسي، فأنا لا أعرف ما الحل؟ وأخاف من الذهاب لطبيب نفسي، لكي لا يكبر الأمر أكثر.

كذلك أشياء كنت ألاحظها على حالي مثل نتف شعر الذقن أو الرأس، أو أكل الأظافر، ويصبح الوهم واقعا، وعندي اعتقاد أنه بالذكر والقرآن تحل هذه المشاكل النفسية.

أرجو أن تفيدوني بتلخيص لماهية مشكلتي وسبل حلها؟ وإن كان عن طريق موقعكم فهو أفضل، لأن الإمكانات المادية صعبة للغاية.

هل ممكن حل هذه المشاكل بدون الذهاب لطبيب؟ وما تشخيص حالتي؟ وهل ينفع أن أكمل دراستي أم أسافر لأني سئمت من عدم فهمي للدروس؟ فقد اهتممت بالدراسة، لكن سرعان ما أتملل وأجد صعوبة كبيرة جدا على أشياء سهلة في واقع الأمر.

أدعو الله رب العرش العظيم أن يفرج هم من قرأ ومن سعى في حل هذه المشكلة، وبارك الله بهذا الموقع المفيد، وفقكم الله لم يحبه ويرضاه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يفرج همك.
ما تعاني منه ربما يكون نوعا من اضطراب المزاج، وقد يكون له أسبابه كما ذكرت منذ فترة مضت.

ما حدث لك يمكن أن يحدث نفس المشاعر لمعظم الناس، ولكن طريقة المواجهة وأيضا طريقة التأقلم والتوافق مع مثل هذه المواقف تختلف من شخص لآخر.

توافق الإنسان مع ما يحدث له من حوادث حياتية يتطلب مجموعة من الاستراتيجيات، تمكنه من التغلب على الإحباطات والصراعات، بصورة يتحقق فيها الرضا الذاتي.

ما يحدث في بلادك أكيد يشغل كل المسلمين، وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى}. وفيهما عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه}.

أنت في هذا الموقف ما عليك إلا الدعاء، لأن الدعاء سلاح المؤمن، ونوصيك بكثرة الاستغفار فإنه إن شاء الله مزيل للهم، ومجلب للسعادة.

ذهابك للطبيب المختص سيساعدك كثيرا في عملية الاستقرار النفسي، واختفاء أعراض الكآبة، ولحين ذهابك للطبيب نرشدك بالآتي:

- المداومة على تلاوة القرآن وتدبره، وعلى أذكار الصباح والمساء، فبذكر الله تطمئن القلوب.

- تجنب الجلوس لوحدك، وحاول أن تكون دائما مع الناس وشاركهم وساعدهم وقدم لهم الخير ما استطعت، حتى ولو لم يعاملوك بالمثل.

- ضع لك أهدافا محددة، وضع لها الوسائل الممكنة والمتاحة لتحقيقها.

-لا تحقر ما عندك من قدرات وإمكانيات، بل حاول اسنغلالها والاستفادة منها.

- أعتبر الفترة التي تمر بها فترة انتقالية، وإن شاء الله تنقضي فلا بد من مواجهة الواقع، والنطر إلى المستقبل وكيفية الإعداد له.

لا تيأس وتقنط من رحمة الله، فإنها قريبة من المحسنين.

نسأل الله لك الشفاء العاجل.

مواد ذات صلة

الاستشارات