لدي الكثير من المطالب أدعو بها، فهل هناك أدعية معينة تحقق الأماني؟

0 429

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 19 سنة، طالبة.

أتمنى العديد من الأشياء، وأدعو الله دائما أن يحققها لي، بدأت بطلب هذه الأشياء منذ عام تقريبا، وحتى الآن لم أمل، أو تكاسلت عن طلبها، وأولها زواجي من شخص محدد أتمنى الزواج منه بالفعل.

سؤالي: إيماني بالله -تعالى-، وأملي به يكفي لتحقيقها ما دامت ترضيه، أليس ذلك صحيحا؟ أريد شيئا أو دعاء، يجعلني أطمأن بأن أمنياتي ستتحقق ولو بعد زمن طويل.

هل يمكنني الدعاء بأن يزرع الله محبتي في قلوب عباده؟ وفي قلب إنسانة تكرهني تقريبا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، وأن يحقق لك المراد، وأن يعينك على طاعته، إنه رب العباد.

لك الشكر -ابنتنا الفاضلة- على التواصل مع الموقع، ونبشرك بأن التي تعرف طريق اللجوء إلى الله -تبارك وتعالى- ستنال الخير، فإن الدعاء هو مفتاح الخيرات، قال قائل السلف: (تأملت فإذا الخيرات كثيرة، ثم تفكرت فعلمت أن التوفيق إليها بيد الله، ثم تدبرت فعلمت أن ما عند الله لا ينال إلا بالدعاء)، فالدعاء هو أعظم الأعمال ومن أفضل الأعمال، والإنسان يتوجه إلى الله بقلب حاضر، وهو موقن بالإجابة، ويعزم في مسألته، ويختار الأوقات الفاضلة، ويحرص على أن يقدم بين يدي دعائه الثناء على الله والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يختم دعائه بالصلاة على النبي -عليه صلاة الله وسلامه-، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يحقق لك المراد.

أعجبنا هذا الأمل وهذه الثقة في الله -تبارك وتعالى-، ونحب أن نؤكد لك أن الإنسان الذي يتوجه إلى الله لا بد أن ينال خيرا، فإنه ما من مسلم يدعو الله بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يستجيب الله دعوته، وإما أن يدخر له من الأجر والثواب مثلها، وإما أن يدفع عنه من البلايا والمصائب مثلها.

إذا أنت رابحة في كل الأحوال، ولكننا نريد أن نذكرك بضرورة الاستمرار والعزيمة الطويلة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول أيضا: (يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل. قيل: يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء)، واستمعي إلى الإمام ابن الجوزي وهو يمدح السلف في لجوئهم إلى الله فيقول: (كانوا يسألون الله، فإن أعطاهم شكروه، وإن لم يعطهم كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول: مثلك لا يجاب، ثم يجتهد في إصلاح نفسه ويكرر اللجوء إلى الله -تبارك وتعالى-، أو يقول: لعل المصلحة في ألا أجاب).

أنت في خير، أنت رابحة، والإنسان يستطيع أن يسأل الله -تبارك وتعالى- أن يحببه إلى عباده، وأن يحبب إليه الصالحين منهم، ولا مانع من أن يتوجه إلى الله -تبارك وتعالى- مصرف القلوب، أن يصرف قلب فلان أو قلوب الناس إليه، لا مانع في هذا من الناحية الشرعية، ولكننا نريد أن نقول: المؤمنة تتوجه إلى الله -تبارك وتعالى- وتقبل بالإجابة التي تأتيها، ولا تتأثر إذا تأخرت الإجابة، لأنها على خير وفي خير.

نسأل الله أن يديم علينا وعليك النعم، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يجمع بينك وبين من تريديه على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونكرر شكرنا لهذا التواصل.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات