ابني يخاف من المدرسة بسبب أصوات بعض المعلمين العالية.. نريد حلا

0 281

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طفلي عمره 7 سنوات، لديه خوف من بعض المعلمين؛ وذلك لأن أصواتهم عالية فترك ذلك لديه رهبة منهم، وأدى ذلك الخوف رفض الدخول للصف الأول، وترك الدراسة والبقاء مع أخيه في الصف الرابع حتى هذه اللحظة، ولا أستطيع نقله إلى مدرسة أخرى؛ لأني معلم في المدرسة؛ ولأن المشكلة قد تتكرر في مدرسة أخرى، وقد تم عرض الحالة على طبيب نفسي، وتم إعطاءه حبوب السيبرالكس، ولكني لم أعطه خوفا من آثارها السلبية.

أرجو حل مشكلتي، والله يحفظكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أول ما نبدأ به -أخي الكريم- لا تعطي ابنك هذا الدواء، ما دام عمره سبع سنوات، وذلك مع احترامي الشديد للطبيب النفسي، لا أقول أن الدواء خطير، لكن قطعا الأدوية من هذا النوع في هذا العمر ليست مستحسنة للأطفال.

هذا الطفل يحتاج لعلاج سلوكي، والعلاج السلوكي يتمثل في شرح مبسط للطفل وإفهامه بأنه لا يوجد شيء مخيف له، ونحاول أن نعرضه بالتدريج لمصدر خوفه، بمعنى الدخول إلى الصف الأول حتى ولو لساعة واحدة في اليوم، ثم يصعد الأمر بالتدريج حتى يحدث له التواؤم، قد لا يكون الأمر بهذه البساطة، لكنه أيضا ليس بالاستحالة أبدا.

والطفل إذا كانت مقدراته الذهنية سليمة – أي مستوى ذكائه – فقطعا سوف يستجيب لتقديمه تدريجيا للفصل، مع تشجيعه وتحفيزه، وتطبيق طريقة النجوم مفيدة جدا بالنسبة للأطفال في هذا العمر، ويجب أن نعطي هذا الطفل أيضا فرصة لأن يلعب ويتفاعل مع الأطفال في الصف الأول – أي زملائه وأقرانه – ومن خلال ذلك يبني علاقات جيدة وحميمة، وهذا أيضا يساعده على الانصهار.

ربما يكون من المفيد أيضا إذا جالسه أحد المعلمين من الذين يخاف منهم، وقربه إليه، وشجعه وحمسه، وعزز فيه الإيجابيات وقلص فيه السلبيات، هذا كله سوف يكون أفضل أيها الفاضل الكريم.

عرض الطفل على المرشد النفسي بالمدرسة أو الأخصائي النفسي أو الاجتماعي إن وجد، سيكون أيضا أمرا مرغوبا؛ لأن دراسة مثل هذه الحالات وتحليلها بدقة أيضا أمر مفيد، ولو كان بالإمكان مقابلة طبيب نفسي مختص في الطب النفسي للأطفال، هذا أيضا سوف يفيد الطفل -إن شاء الله تعالى- .

من ناحيتكم يجب الحرص الأمور التربوية الأخرى في المنزل: تشجيعه، وتهيئته وإعطائه نوعا من الاستقلالية والاعتبار، ونشعره بأنه لا خوف ولا وجل، وأنه شجاع وأنه قوي، واجعله أيضا يذهب إلى المسجد لتحفيظ القرآن، هذا يبني عنده أيضا ألفة كبيرة مع الغرباء والمعلمين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات