أمي تكره زوجتي وتحرضني على الزواج عليها.. أشيروا عليّ

0 489

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي تتلخص في أن أمي تكره زوجتي كأشد ما يكون الكره, لا تطيق مجالستها، أو حتى النظر في وجهها، تتهمها اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة كمحاولتها التفريق بينها وبين ابنها الذي هو أنا، وأنها تريد التخلص منها، ولا تريدها في البيت, وأنها تنهب أموالي، وتصرفها على حليها وملابسها.

مرد هذا الكره باعتقادي أن أمي تعبت كثيرا في تربيتنا أنا وأخي وأختاي الشقيقتان, وهي ترى بعض الضوائق المالية التي يعاني منها الجميع باستثنائي أنا فتحاول جاهدة أن تأخذ من مالي لتعطيهم، وقد اعترفت إحدى أخواتي لي بذلك، مع أني والله دائما أكون بجانبهم دائما في السراء والضراء ولا أقصر معهم بشيء.

كنا نسكن في بيت واحد أنا وأخي الكبير إلا أن خوفي على أمي من أن تؤثر المشاكل بينها وبين زوجته إلى مشاكل صحية دفعني إلى الانفصال عنه، والانتقال إلى بيت إيجار، ثم بيتي الجديد، هذا الكلام كان قبل خمس سنوات، ومنذ ذلك الحين وأنا أضع مصروف البيت في يد أمي حين غيابي المتكرر؛ لأني أعمل بنظام شهر عمل، وشهر إجازة.

من أول شهر أحسست أن أمي تبقي بعض المال لتصرفه على بناتها، ولكن ذلك لم يزعجني كثيرا، ولم أهتم بذلك, غير أن الأمر تطور شيئا فشيئا حتى وصل في الأشهر الأخيرة الماضية أنها لا تريد أن تصرف ولا ريال على زوجتي، وابني الاثنين، وهذا ما دفعني إلى زيادة مصروف الزوجة حتى أصبح قريبا من المبلغ الذي أدفعه لأمي، وكأن هناك أسرتين في البيت.

موضوع المال والمصروف بإمكاني أن أتغاضي عنه، والحمد لله أموري المالية ميسرة، ولكني لا أتحمل كره أمي الشديد لزوجتي المسكينة التي فعلت كل شيء لترضيها، ولكن دون جدوى.

أمي تضغط علي هذه الأيام لأتزوج بأخرى، وتتهمني بالجبن والخوف من زوجتي أمامها، وعندما صارحت زوجتي لوحدنا بيني وبينها برغبتي في الزواج بأخرى ثارت ثائرتها وهددت أنها لن تجلس في البيت ثانية واحدة، وقبل أن أفكر في الإقدام على هذه الخطوة علي أن أرمي عليها يمين الطلاق.

لم أعد أستطيع فعل أي شيء إزاء هذه الأوضاع لم أقدر أن أجعل أمي تحب زوجتي، ولا أقدر أن أدمر حياة أسرتي، وأشرد أولادي، خصوصا أني متأكد أن الخطأ ليس من جانب زوجتي، وكل الناس تشهد بذلك.
أشيروا علي ماذا أفعل؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك هذه الحكمة والحنكة في إدارة البيت، ونتمنى أن تشجع زوجتك في الصبر على الوالدة، واجتهدوا في برها وإرضائها، وأد ما عليك، واعلم أن الشرع الذي يأمرك ببر الوالدة هو الشرع الذي يأمرك بعدم ظلم الزوجة، فعليك أن تحاول أن تسير على هذا الهدي، واحرص دائما على أن تخفف على زوجتك وتدعمها معنويا، وأظهر لوالدتك الود والاحترام، ولا تقصر مع إخوانك أو أخواتك إذا احتاجوا إليك، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك.

وطبعا نحن أيضا لا نؤيد الاستجابة لطلب الوالدة طالما كان دافعها مجرد الغيرة والنفرة والكراهية لزوجتك، ولكن عليك أن تسمعها الكلام الذي يرضيها، وتجتهد أيضا في أن ترضي الزوجة، وحاول أن تباعد بينهم في الوسائل التي يحصل فيها الاحتكاك، وقد أحسنت في مسألة المال عندما فصلت الميزانية، وتركت لزوجتك بعض الأموال في يدها، وللوالدة أموال في يدها تفعل بها ما تشاء، لأن المهم هو إرضاء الوالدة، فالمال يذهب ويجيء، لكن إذا رضيت الوالدة فإن هذا مكسب عظيم.

ونحب أن نقول أيضا: الزوجة أيضا ينبغي أن تقدر هذه المواقف منك، وعليها أن تكرم الوالدة وتصبر عليها، باعتبارها الكبيرة، باعتبارها أما لزوجها، ولاعتبارها في مقام أمها، باعتبارها امرأة تشعر بالغيرة، وحق للمرأة أن تغار، خاصة إذا كان ولدها نافعا؛ لأن زوجة الولد جاءت لتشارك أم الولد في جيبه وفي حبه، وهناك شياطين يقولون (أخذته منك، وأصبح لا يطيعك) إلى غير ذلك، فعليكم أنتم أن ترتفعوا فوق هذا، وقل لزوجتك: (صبرك على الوالدة يزيد من قيمتك في نفسي) وحاول أن تعوضها عن المعاناة التي تجدها، وأكرم الوالدة، وأظهر لها البر والإحسان، واجتهد في إرضائها.

نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، ونتمنى أن تجد من أخواتك العاقلات وإخوانك أيضا من يستطيع أن يعاون الوالدة ويصحح لها الصورة، وينقل لها المشاعر النبيلة منك ومن زوجتك، حتى يخف ما بالوالدة من الغيرة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.

وأيضا نتمنى أن تضاعف الاهتمام بالوالدة حتى لا يشعرها الشيطان بأن زوجتك أخذتك منها؛ لأن هذا هو الذي يؤجج المشاكل، فحاول دائما أن تكرم الوالدة، وأن تبالغ في إكرامها، وأن تزيد في الاهتمام بها، والزوجة ستتفهم هذا الوضع، وأكرم الزوجة أيضا، وأكرم أهلها، ولا تقصر في حقها، ولكن ليس من الضروري أن تعلن كل ذلك أمام الوالدة حتى لا تزداد نيران الغيرة والكراهية اشتعالا، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات