هل هناك علاقة بين البواسير والقولون العصبي؟

0 907

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر27 سنة، غير متزوجة، مشكلتي أنني أشعر بألم في أسفل البطن من الجهة اليمنى، وغازات، ويزداد عندما يكون الجو باردا، مع تكرار التبول كثيرا، ذهبت إلى الطبيب فقال بأن هذه أعراض القولون العصبي، وأعطاني مسكنات، ونصحني بتجنب بعض الأطعمة، هل هذا الألم هو قولون عصبي فعلا؟ لأنه يتكرر كثيرا، وبسببه لا أستطيع القيام بواجباتي ولا بصلاتي إلا وأنا جالسة، وأشعر بغثيان، وبأن الأكل لم يهضم بعد، وأيضا عندما أتألم لا تفيد معي المسكنات كثيرا، فهل البواسير لها دور أيضا في ما أعانيه من الألم؟ لأن لدي بواسير ولكنها غير مؤلمة، أو نادرا ما تؤلمني ولا يخرج منها دم، ولكن أعتقد أنها سببت لي فقر في الدم، لأنني دائما أعاني من خفقان القلب، ونقص في الأوكسجين وبرودة في الأطراف، وأشعر بالبرد بسرعة، ورجفة في اليدين أحيانا.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اللؤلؤة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعرف القولون العصبي بمجموعة من الاضطرابات والأعراض الهضمية بدون أن يوجد أي مرض عضوي مسبب لها، وهي مشكلة ليست خطرة ولا تؤثر على الصحة بشكل عام، إلا أنها مزعجة ومقلقة للمريض، وأعراضه متنوعة، ويعاني المريض بأحد أو بعدد من هذه الأعراض كالانتفاخ والغازات، الإمساك، الاسهال الصباحي أو مباشرة بعد الطعام، آلام ومغص في البطن تخف وتختفي بعد التغوط، أصوات في البطن، الشعور بأن الخروج غير كامل بعد الحمام، خروج مخاطي مع البراز.

يتميز القولون بوجود نسيج عصبي خاص به، وبنية عضلية من ثلاث طبقات، مع تأثره بالعديد من الهرمونات الخاصة بالجهاز الهضمي، والتي تفرز من جدار الأمعاء، وكل ذلك من أجل أن تكون حركة القولون متناغمة وبسرعة ثابتة، لأجل إتمام الوظيفة الفسيولوجية له، لدفع الفضلات إلى الخارج بوتيرة وسرعة مناسبة، ليتم فيها امتصاص الماء والشوارد من فضلات الطعام، والسماح للجراثيم المفيدة والموجودة في القولون بالعمل على تجزئة ما تبقى من الفضلات، وصنع الفيتامين ( K )، فأي اضطراب بحركته قد يؤدي لأعراض، كما يحدث في القولون العصبي، فإذا كانت حركات القولون سريعة، سيحدث الاسهال، أو كانت اضطرابات الحركة فيه على شكل تقلصات أو تشنجات، ستحدث آلام بطنية أو المغص، وفي حين ضعفت حركة القولون أو صارت بطيئة، سيعاني المريض من الإمساك والغازات.

ومن الشائع أن كثيرا من الذين يعانون من القولون العصبي، تزداد أعراضهم بتناول أنواع من الطعام كالبقوليات -الفول ,الحمص العدس-، أو القرنبيط، البصل والثوم، الإكثار من السكريات والنشويات, البهارات والفلفل، المشروبات الغازية، البندورة المطبوخة، الحليب، ومن المرضى من تزيد أعراضه إلى العوامل الفيزيائية كالجهد الرياضي، أو البرد، ومنهم من تزيد مع التوتر والشدة النفسية، والضغوطات العصبية.

أختي الفاضلة: ما تعانين منه قد يكون أعراضا للقولون العصبي، وكما ذكرت لك يتم تشخيص هذه الإصابة بعد نفي أي سبب عضوي، ولم تذكري في رسالتك ما هي التحاليل أو الصور التي أجراها لك طبيبك؟ ولم نتبين أي نوع من أعراض القولون لديك غير الألم، فهل معاناتك هي زيادة الحركة مع إسهال؟ أو العكس تشكين من إمساك؟

فمن حيث الموجودات فإن كثرة التبول وتكراره، والذي يرافق ألم البطن، حين تتعرضين لجو بارد، هي من أعراض القولون العصبي، وفرط الحركية بالمثانة التي تحدث بنفس آلية تهيج القولون، وكذلك وجوابا على سؤالك عن تكرر الأعراض عندك، فهذه من صفات القولون العصبي الهامة والموجهة للتشخيص.

أما البواسير فليست سببا للقولون العصبي، بل نتيجة مرضية للإمساك أو الاسهال المتكررين، وإذا لم يحدث أي نزف منها، فإن فقر الدم لديك من سبب آخر، وعندما يكون هنالك خفقان مع رجفة في اليدين مع برودة أطراف، فإني لا أستبعد العامل النفسي كسبب لكافة هذه الأعراض، باستثناء فقر الدم.

لذلك أنصحك بإجراء تحاليل لتحري وجود فقر دم مع إجراء عيار الكلس والفيتامين دال في الدم، والتحاليل المتعلقة بالغدة الدرقية، وبانتظار هذه التحاليل فمن المفيد استخدام الدوائين التاليين:

1- Duspatalin 200 مرتين يوميا.
2- Dogmantil 50 MG ثلاث حبات يوميا.

مع تمنياتي بالشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات