أشعر أنني مصابة بالقلب، هل هذا وسواس، ما قولكم؟

0 442

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري20 سنة، قبل فترة بدأت أشعر بوخز في الجهة اليسرى من الصدر، وبدأ عندي الوسواس، ذهبت إلى طبيبة نسائية لأطمئن، فأخبرتني أنها مجرد وساوس، والآن تنتابني وساوس بأنها مشكلة بالقلب، وقبل يومين شعرت وكأن قلبي مقبوض، لم أستطع الكلام بسهولة، ولا الضحك، كلما تكلمت أو ضحكت شعرت وكأنه سيتوقف، وأنا مترددة في الذهاب إلى طبيب القلب، علما بأنني أعاني من الفراغ والوحدة والحالة النفسية المتغيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا ليس هنالك ما يدعو أبدا لأن تذهبي إلى طبيب القلب، أنت لست لديك مرضا في القلب، وصفك واضح وجلي، وأقول لك بكل ثقة وتقدير أن حالتك هذه هي من الحالات النفسية المنتشرة جدا والبسيطة -إن شاء الله تعالى- .

هذا الوخز الذي تشعرين به في الصدر وما صاحبه من أعراض ووساوس هو نتيجة لقلق نفسي، القلق يعبر عنه نفسيا ويعبر عنه جسديا، وبما أن التوتر بسيطا كان أو شديدا هو أحد سمات القلق الرئيسية، فإنه يؤدي إلى انقباضات عضلية، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الصدر، خاصة من الجهة اليسرى، وهذا الانقباض هو الذي يشعر الإنسان بوجود وخز في هذه المنطقة، والبعض أيضا يشتكي من كتمة في نفسه، وأنت من الواضح يدور في خلدك وعلى مستوى عقلك الباطني موضوع مشاكل القلب، لذا أصبحت أعراضك مطابقة أو متماهية مع تخوفك.

أنت -إن شاء الله تعالى- بخير وعلى خير، والموضوع بسيط جدا، لا تذهبي إلى طبيب القلب، ليس هنالك حاجة لطبيبة النسائية أبدا، الموضوع كله بسيط، وإن تمكنت من الذهاب إلى الطبيب النفسي فهذا هو الأفضل، وإن لم تتمكني فما قمنا به من شرح -إن شاء الله تعالى- يفيدك، والتدابير الأخرى التي تقومين بها هي: أن تتدربي على تمارين التنفس التدريجي، وتمارين قبض وإطلاق العضلات التدريجي، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجعي إليها للتدرب على هذه التمارين، وخذي هذا الأمر بجدية وسوف يفيدك، طبقي أيضا أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة.

النقطة الثانية هي: ألا تحتقني، وذلك من خلال عدم التعبير عن الذات، كثيرا في مجتمعاتنا قد لا نعبر عن أنفسنا أو عما بداخلنا، أو نعبر ليست بصورة صحيحة، تكون انفعالية، لا، عبري عن نفسك أول بأول، كل ما يرضيك أو ما لا يرضيك، تحدثي عنه في حدود الأدب والذوق، وهذا -إن شاء الله تعالى- فيه تفريغ نفسي وسلوكي كبير.

النقطة التالية هي أن تجتهدي في دراستك، وأن تديري وقتك بصورة حسنة، وأن تكون لك صحبة مع الفتيات الطيبات والصالحات، وأن تحرصي على أمور دينك، وأن تكوني بارة بوالديك، وأن تكون لك آمالا وخططا مستقبلية، تسعين بكل ما تستطيعين وتأخذين بالأسباب كاملة لتصلي إلى مقاصدك.

النقطة الأخيرة هي: لا مانع من أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق والتوتر، هنالك دواء يعرف باسم (ديناكسيت) من الأدوية البسيطة، وأعتقد أنه متوفر في فلسطين. هذا الدواء يتم تناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم، تتناوليه لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم توقفين عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات