سأتزوج قريبا من رجل يكبرني سنا وأهلي غاضبون علي!

0 635

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاما، تخرجت من الجامعة وأنهيت دراستي، وقد تقدم لخطبتي رجل أعزب وهو أكبر مني بعشرين سنة، لم يسبق له الزواج من قبل، وقد تعرف علي عن طريق أخته التي كانت صديقتي، لكن أهلي رفضوه بشدة في بادئ الأمر خاصة أمي.

هو إنسان ذو أخلاق عالية ومتمسك بدينه كل التمسك، ولا ينقصه شيء وهو جاهز مستقل بسكنه وحده، ووظيفة جيدة ومتعلم، ومن عائلة محترمة وملتزمة، استخرت كثيرا وقد ارتحت له كثيرا وتمسكت به جدا، ولا أجد أن فارق السن بيننا يشكل عائقا أبدا، فأنا لطالما تمنيت الزواج بمن يكبرني سنا لرجاحة عقله، وبعد أن رفضوه في المرة الأولى رجع وطلبني مرات ومرات، وبعث الكثير من الناس ليتوسطوا له عند أبي، وكان أبي غير مقتنع أبدا لسبب وحيد هو فارق السن، وتفسير أبي هو أنه بعد 10 سنوات تقريبا من زواجنا سيعجز الرجل جنسيا وسأندم، وغيرها من الأمور، وأنا لم أغير رأيي، في النهاية وافق أبي وأنا الآن مخطوبة لهذا الشخص، إلا ان عائلتي كلها غاضبة مني، وليسوا متحمسين لهذا الزواج، وأنا في حيرة من أمري، وكل يوم أمي تسمعني عبارات التحسر والانتقاد على اختياري هذا، وتذكرني دائما بأن أبي لم يوافق عن قناعة، بل لأجلي أنا فقط.

فهل أنا لم أرض والدي؟ هل عصيتهم؟ هل رضا الوالدين في مثل هذا الأمر فرض وواجب علي؟ وزواجي من هذا الشخص قريب جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ takwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن شريعتنا المباركة جعلت أمر الزواج إلى الفتاة وحدها فهي صاحبة المصلحة، والتلاقي بين الأرواح وليس بين الأجساد، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولا يضر فارق العمر، فإن الحب لا يعرف الفارق بين الأعمار.

فاستفيدي من موافقة أهلك وإن كانت على مضض، لأن الأصل أن الأمر متروك لك، واجتهدي في برهم والإحسان إليهم، وما ذكروه من المعلومات غير صحيح، لأن عطاء الرجل يمتد لسنوات طويلة خلافا للمرأة، وإذا كنت -ولله الحمد- صغيرة وهو كبير فلا يضير، ولكن إذا كانت المرأة كبيرة، فإن سنوات الخصوبة محددة ومعروفة، أما بالنسبة للرجل فإن عطاءه يمتد، وهذه المسألة لا علاقة لها بالأعمار، لأنها هبة من الله تبارك وتعالى، وهناك من يبلغ المائة وعنده القدرة وينجب أطفالا، إلى غير ذلك.

فلا تهتمي ولا تغتمي بما يقولونه، وكوني حريصة على إرضائهم، ونسأل الله أن يسعدك بهذا الاختيار، وهو بلا شك خيار طيب لأنه عن طريق صديقة، ولأنه متدين، ومن أسرة مستقرة، وضعه مستقر، وأيضا كونه يكرر الطلب ويلح، هذا دليل على أنه رأى فيك ما يدعوه، أو سمع عنك خيرا، فهو ملح على الزواج منك، وكل هذه مؤشرات إيجابية تصب في مصلحتك.

نسأل الله أن يعينك على الخير، ولا يعتبر هذا عقوقا للوالدين لأن دور الوالدين في هذه المسائل توجيهي فقط وإرشادي، خاصة عندما يكون الرجل صاحب دين وصاحب خلق، لا طعن لهم لا في دينه ولا في أخلاقه، أما بقية الأمور فالأمر فيها سهل، وأمر الدين هو الأساس، فنسأل الله أن يعينك على الخير، وندعوك إلى أن تقبلي على الحياة الجديدة وتكملي هذا المشوار بنفسية راضية وبنفسية سعيدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على كل أمر يرضيه، ونشكر لك التواصل، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات