بعد إقلاعي عن الحشيش أصبت بالتوتر والقلق

1 443

السؤال

أنا شاب عمري 24 سنة, تخرجت من الجامعة -والحمد لله-، دخنت الحشيش لمدة تقارب السبع سنوات، ثم أقلعت عنه في رمضان؛ لأني بدأت أحس أنه غير من شخصيتي، وأصبحت شديد العصبية والانفعال لأتفه الأسباب، حتى أهلي أصبحوا لا يطيقون الحديث معي لعصبيتي الشديدة، بدأت مشكلتي عندما أقلعت عنه، فأصبحت أحس نفسي في حلمن ومشوش التفكير، ولا أستطيع أن أركز في شيء معين، أشاهد التلفاز وفجأة أفكر في شيء آخر، لا علاقة له فيما أشاهده.

أعاني من سرحان شديد، حتى إني أتعب في قيادة السيارة، علما بأني وحيد بين 4 بنات، وهذا يجعل مسؤولياتي أكثر من غيري من الشباب، فقد أصبحت أحب العزلة، ولا أطيق الذهاب للمناسبات الاجتماعية، وحتى أصدقائي ضعف التواصل معهم بشكل كبير، وحتى عندما أقابل أحدا منهم، لا أستطيع التعبير عن نفسي بشكل طبيعي.

أصبحت كثير التردد والنسيان، وبعد أن قرأت عن هذه الأعراض أحسست أن ما أصابني هو فصام، فهل هذا صحيح؟ وماذا علي أن أفعل؟ لأني أريد أن أستعيد شخصيتي التي كنت عليها، علما بأني كنت شخصا محبوبا واجتماعيا، وكانت لدي طموحات وأهداف, ولكن الآن لا شيء وللأسف. الرجاء ساعدوني، وأرشدوني؛ لأني لا أملك بعد الله إلا نصيحتكم، دمتم بخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ alaaeldeen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن تدخين الحشيش لمدة سبع سنوات في مثل عمرك أثر على دماغك الغض والنامي في تلك الفترة، لكن بفضل الله تعالى أنك قد أقلعت، وأخرجت نفسك من دائرة الاستعباد، هذا أمر طيب وجميل.

أيها الفاضل الكريم: ما يعاودك الآن من أعراض لا أريدك أن تعتبره شرا، إنما قد يكون فيه خير كثير لك، حين كنت تتعاطى الحشيش كنت في مرحلة من مراحل التخدير والوهم الذهني الذي يشعرك بأنك مرتاح، أما الآن فقد بدأت خلايا دماغك في التحرك، بدأت تصاب بالقلق، بدأت تصاب بالتشويش، بعدم التركيز، لأنك الآن في مرحلة ما بين الإدراك الكامل وعدم الإدراك، بمعنى أنك قد خرجت من عدم الإدراك النفسي إلى الإدراك النفسي الآن، ولا أقصد بالإدراك النفسي أنك لم تكن مستبصرا أو أنك فقدت الأهلية العقلية، لا.. هو نوع من اليقظة النفسية كنت تفتقدها، والآن بدأت عندك -والحمد لله- تعالى.

الحشيش يؤثر على وجه الخصوص على منطقة في الدماغ تسمى بالفص الجبهي أو الفص الأمامي، وهو الجزء الذي يتحكم في خططنا المستقبلية وآمالنا وطموحاتنا، والحشيش يضرب ضربا قاسيا على هذه المنطقة، وهنا تأتي المشكلة، تجد الذين يتعاطون الحشيش فعلا لديهم عصبية، لديهم توتر، وإن كانت تأتيهم فترات من الهدوء النفسي الكاذب، لكن في نهاية الأمر تجدهم قد افتقدوا الطموح تماما، لا طموح، لا آمال، لا رجاء، لا تطور، لا مهارات، هذا هو الذي يحزنني كثيرا في أمر هؤلاء الذين يتعاطون الحشيش.

الحمد لله تعالى أنت الآن قد دخلت في نطاق التوبة وباب التوبة، وإن شاء الله تعالى لن ترجع لهذا الأمر، وأنت رحمك الله تعالى، ابحث الآن عن وسائل لتطوير ذاتك، ومن أهمها قطعا أن تبحث عن عمل، العمل مهم جدا لأن يدفع بطاقاتك النفسية والاجتماعية والذهنية والوجدانية والعاطفية إلى الأمام.

الأمر الثاني: عليك أن تكثر من ممارسة الرياضة.

ثالثا: عليك بالنوم المبكر.

رابعا: عليك بالقراءة، خاصة قراءة القرآن، لأن قراءة القرآن وتدارسه بتمعن وتفكر وتدبر يحسن من تركيز الإنسان جدا، ولا أعتقد أن الإنسان سوف يصل لمرحلة التدارس الحقيقي للقرآن إلا إذا استرشد بأحد المشايخ، فعليك بذلك أيها الفاضل الكريم.

بالنسبة لموضوع مرض الفصام: لا أعتقد أنك تعاني من مرض الفصام، وإن كان الرابط قويا جدا بين الحشيش وتناوله ومرض الفصام، لكن أعتقد أن أعراضك هي أعراض قلقية توترية، نتجت مما ذكرته لك، وهو أنك كنت في حالة نوم وثبات ذهني، والآن بدأت الأمور تتحرك لديك إيجابيا.

أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج لأحد الأدوية البسيطة، عقار يسمى (دوجماتيل) هذا اسمه العلمي، ويعرف علميا باسم (سلبرايد) أرجو أن تتحصل عليه، وتبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة ليلا، وقوة الكبسولة خمسون مليجراما، تناولها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولة ثلاثة مرات في اليوم –أي كل ثمانية ساعات– لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة صباحا وكبسولة مساء لمدة شهرين آخرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة في المساء لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدوجماتيل من الأدوية الطيبة والممتازة، والتي تزيل القلق والتوتر، وإن شاء الله تعالى يكون سببا في شفائك وعلاجك وتعافيك بإذنه تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات