زوجي يريدني أن أكون له تابعاً بلا شخصية!

1 378

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله...

أنا سيدة عمري 23 سنة، متزوجة منذ سبعة أشهر، وزوجي يريد مني الطاعة العمياء، لدرجة أن لا أفكر ولا أناقش، وأفعل ما هو يريده، أو يغضب علي! وصلت لدرجة أشعر فيها أنني بلا شخصية -وأتبعه وأنا عمياء-، ويتدخل بخصوصياتي، مثل حذف رقم صديقتي من الجوال.

سؤالي: إلى أي مدى تصل طاعة الزوج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أنور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونؤكد لك أن السبعة شهور غير كافية لفهم هذا الزوج، ونؤكد لكم أيضا أن المطلوب هو التعارف، ثم التأقلم مع الوضع. نحن لا نريد كل طرف يريد أن يسحب الطرف الثاني على برنامجه وعلى خطته، ونؤكد لك أنك بطاعتك للزوج تستطيعين بها أن تنالي قلبه، فكوني لزوجك أمة يكن لك عبدا، وكوني له أرضا يكن لك سماء، احرصي دائما على إرضائه، وعلى فهم شخصيته، وعلى التأقلم معه.

واعلمي أنك ستنالين ما عنده ولكن ليس بأسلوب العناد، فالمرأة لها أساليب تستطيع أن تستخرج من زوجها ما تريد، وتستطيع أن تجعله يفعل ما تريد، لكن إذا بدأت بالعناد وبدأت بالجدال ووضعت رأسها مع رأسه – كما يقال – فإن هذا سيعقد المشاكل، فاجعلوا هذه الشهور الأولى بل السنة الأولى سنة للتعارف، ثم للتأقلم، ثم عليكم تقديم التنازلات، وعليكم بالتفاهم والفهم، وعليكم بالتعاون، ثم عليكم بالتآلف وصولا للتوافق، وستصلون في الوقت الذي يحصل فيه اندماج وصداقة، ويكون كل إنسان كالمستشار الأمين للشريك الآخر، فلا تستعجلي هذه الخطوات، وحاولي أيضا أن تعرفي طبيعة الزوج.

رغم تقديرنا لأهمية وجود الصديقة في حياتك، إلا أننا نريد للمرأة بعد أن تتزوج أن تجعل زوجها هو صديقها الأول، وإذا تحفظ الرجل على صديقة من صديقات المرأة فما عليها أن تصر مثل هذا الإصرار، فإنه ربما من باب الغيرة عليها، وربما رأى في صديقتها وفي أهلها توسعا في بعض الأمور، وربما يريد أن يقطع علاقتها بتلك الصديقة كنوع من الغيرة، لأن في بيتها رجال أو نحو ذلك.

لذلك نتمنى طاعته في مثل هذه الأمور، وحق الزوج مقدم في هذه المسألة وفي غيرها، لأن أولى الناس بالمرأة زوجها، وما ينبغي أن يعد ذلك بمثابة تدخل، ينبغي أن يفهم على أنه من باب الغيرة والحب الزائد، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير.

وليس هناك مصلحة في التمادي في مثل هذه العلاقة، ولكن بالحكمة بيني له ميزات هذه الصديقة وأدبها والخير الذي فيها، وأي استفادة استفدت منها، فإذا رضي بذلك فلا مانع، وإن لم يرضى فحق الزوج مقدم، ولا تقفي عند مثل هذه الأمور الصغيرة، لأننا نعتقد أن الحياة الزوجية قطار مسرع لا يقف في المحطات الصغيرة، ومن المحطات الصغيرة مثل هذه الأشياء، خاصة إذا كانت الصديقة غير متزوجة، أما إذا كانت الصديقة متزوجة فينبغي أن تنجحي في أن تجعلي صداقته مع زوج صديقتك، حتى تكون الصداقة للعائلة جميعا، وحاولي دائما أن تعمري حياة زوجك بوجودك وكونك صديقة، وكثير من الأمور ينبغي أن تفهم في وضعها الصحيح، فإن الزوج أحيانا يرفض خروج المرأة إلى مكان من باب الغيرة، أو لأنه رأى في ذلك المكان ما لا يعجبه، أو لأنه يحتاجها، يطلب منها أن تستأذن، فهي تظن أنه يتحكم منها، لكن هذا من باب الغيرة عليها، ولأن حاجة الرجل من المرأة لا تعرف في أي وقت، ومن اهتمام الشريعة بهذا أنها لم تسمح للمرأة حتى أن تصوم تطوعا إلا بإذن الزوج تقديما لحاجته وحقه.

فأرجو أن تفهم الأمور في إطارها، ونتمنى ألا تستعجلي مثل هذه الأمور، ولا زلنا نصر على أن تعرضي لنا نماذج من المواقف التي يرفضها الزوج، حتى نستطيع أن نستكشف معالم شخصية هذا الزوج وماذا يريد، ولكن إذا كان الرجل يقوم بواجباته كاملا، ويريدك زوجة له، فكوني معه حتى تسعدي وتسعدي زوجك.

وإذا كانت هناك نقاط صار فيها نقاش وحصل فيها خلاف فنتمنى أن تعرضيها علينا حتى نناقش فنفهم دوافع كل طرف، وعندها نستطيع أن نناقش عن علم ومعرفة، ونستطيع أن نتفهم طريقة تفكير كل طرف، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكم التوفيق والسداد، ولا تستعجلي هذه الأمور، وأبشري بالخير، فإن هذه الأمور ستكونين فيها -إن شاء الله تعالى- في عاقبة الأمر سعيدة، فتفهمي مثل هذه الأمور التي تحدث، ولا تقفي عند صغيرة وكبيرة.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات