كيف أتخلص من خوفي من ركوب الطائرة؟

0 368

السؤال

السلام عليكم

إخواني الكرام: أرجو أن تدلوني على علاج لهذه الحالة التي تؤرقني كثيرا.

أشعر بنبض في جفن عيني الاثنين, وأحيانا في الحواجب, وأكثر ما يكون داخل العين عندما أحرك عيني أشعر بنبض داخلها وتهتز الصورة.

أعاني أيضا من دوخة وصداع، وأعاني من رهاب اجتماعي, ومن قلق دائم من كل شيء, وخوف من ركوب الطائرة، ودقات قلب سريعة، وكل مرض يأتيني, أو يأتي لزوجتي, أو لأطفالي أكبره في عقلي, وأربطه بأمراض خطيرة, ووساوس تذبحني من التفكير.

أتأسف لكم من طول الكلام, وإن لم يكن مرتبا، ولكن قد تعبت من هذه الحالة, وكثير من الناس يقولون: إن نبض الجفن أو العين هو من الارهاق, ولا يستمر إلا لأيام فقط، وأنا أعاني من هذه الحالة منذ سنوات, والله المستعان.

أتمنى أن تدلوني على علاج يساعدني, وهل علاج فارين يفيد في هذه الحالة؟ بارك الله فيكم وفي علمكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مجموعة الأعراض التي تشتكي منها بسيطة، وهي تدل أنك تعاني من قلق المخاوف من الدرجة البسيطة، أما نبض جفن العين فهو قد يكون ناتجا من القلق والتوتر، أو الإجهاد، وهي ظاهرة نشاهدها في مثل هذه الحالات، وربما تكون حركة النبض هذه قد أخذت الطابع الوسواسي، بمعنى أنك أصبحت شديد الملاحظة والمراقبة لها، مما جعلها تتكرر نمطيا, وتسبب لك المزيد من القلق ومن التوتر.

أيها الفاضل الكريم: قلق المخاوف ليس كله شرا، الإنسان الذي لا يخاف لا يحمي نفسه، ولا يتعظ، لكن قطعا يجب أن نوجه هذه الطاقات النفسية توجها إيجابيا.

عليك أيها الفاضل الكريم أن تحقر الفكر الوسواسي وأفكار المخاوف السخيفة، الخوف من ركوب الطائرة: لماذا تخاف من ركوب الطائرة؟ وأنت مقدم عليها تذكر أنها نعمة عظيمة قربت علينا المسافات، اقرأ دعاء الركوب, وسوف تجد أنك في حالة اطمئنان تام، وهكذا أفعل دائما أيها الفاضل الكريم، وجدت ذلك مفيدا، أقول هذا بكل تواضع ودون أن أزكي نفسي.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم هنالك أدوية سوف تفيدك كثيرا، والفافرين من الأدوية الجيدة التي لا بأس بها، لكن يجب أن تكون جرعته جرعة وسيطة إلى جرعة كبرى نسبيا.

ابدأ بخمسين مليجراما، تناولها ليلا بعد الأكل، استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها مائة مليجراما ليلا، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعل الجرعة مائتي مليجراما في اليوم –وهذه هي الجرعة التي سوف تناسبك، حيث إن الجرعة العلاجية الصحيحة قد تصل إلى ثلاثمائة مليجراما في اليوم، لكن لا أرى أنك في حاجة لمثل هذه الجرعة-.

جرعة مائتي مليجراما من الفافرين يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة في المساء، أو بمعدل حبة صباحا وحبة مساء، ومن المهم أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى مائة وخمسين مليجراما يوميا، تناولها ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم مائة مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهرين أيضا، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، والدواء قطعا سوف يفيدك، لكن يجب أن تلتزم بالجرعة والمدة العلاجية.

عليك أيضا بتطبيق تمارين الاسترخاء، وهذا سوف يفيدك كثيرا في موضوع الجفن أو العين، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015) بها بعض التوجيهات التي نحسبها مفيدة، فأرجو أن تطلع عليها، وسوف تجد فيها -إن شاء الله تعالى– الخير الكثير.

أيها الفاضل الكريم: أنت رجل لديك إيجابيات وإنجازات عظيمة في الحياة، لديك الزوجة، لديك الأسرة، لديك الذرية، وهذا يجب أن يكون سببا في دفع نفسي إيجابي جدا في حياتك.

حاول أن تمارس شيئا من الرياضة، تواصل اجتماعيا، احرص على الصلاة مع الجماعة، وصل رحمك، ودائما انظر للمستقبل بأمل ورجاء. المخاوف تعالج من خلال التحقير، وكذلك الوساوس، لا نلتفت إليها، نتجاهلها، نقتحمها، ومن خلال التفاؤل والسعي نحو النجاح -إن شاء الله تعالى– تتخلص من كل هذه السلبيات في مشاعرك، وقطعا الدواء سيكون إضافة إيجابية كبيرة، لكن الدواء يجب أن تصبر حتى يتم البناء الكيميائي، والذي قد يستغرق شهرين منذ بداية العلاج، وهنا تكون قد تحصلت الفائدة الدوائية الكاملة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات