هل من يتناول مضادات الاكتئاب بحاجة للطرق المفيدة لتنقية وتقوية الكلى والكبد؟

0 364

السؤال

السلام عليكم

أنا أتناول مضادات الاكتئاب ssri منذ سنوات عديدة، وكما لا يخفى عليكم بأن هذه الأدوية قد تؤثر على الكبد والكلى على المدى الطويل والمزمن.

لذا ما هي الطرق المفيدة والصحية لتنقية وتقوية الكلى والكبد؟ وخاصة حينما لا نستطيع ترك الأدوية، فهل الشاي الأخضر ينظف الجسم أم ماذا نفعل؟ أفيدونا مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مهما كانت مدة تناول الدواء طويلة فهذا ليس له أي أثر سلبي على الكبد أو الكلى، ما داما سليمين في الأصل، لأن الكبد أصلا من مهمته استقلاب الأدوية، أي إفراز الأنزيمات التي تؤدي إلى تكسير هذه الأدوية وتمثيلها أيضيا كما يقولون، وذلك من أجل الاستفادة منها، والكلى قطعا هي المصفاة التي من خلالها تفرز كذلك الأدوية، وكل السميات التي بداخل الجسم.

المبدأ العام هو أن الأدوية لا تؤثر سلبا على الكبد ما دامت الكبد سليمة، وما دامت الأدوية يتم تناولها بطريقة صحيحة وبالجرعة المطلوبة.

قد يحدث في بعض الأحيان تغيرات بسيطة جدا في وظائف الكبد، ارتفاع بعض الأنزيمات (مثلا) بالنسبة للذين يتناولون أدوية معينة، هذا الأمر يتطلب فقط المراقبة والمتابعة وليس أكثر من ذلك.

مضادات الاكتئاب بصورة عامة نعتبرها سليمة وسليمة جدا.

فيا أخي الكريم: لا تنزعج لهذا الأمر أبدا، المهم هو أن تقوم بإجراء الفحوصات الدورية مرة كل ستة أشهر، يجب أن تتأكد من مستوى الدم لديك، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى الدهنيات، مستوى السكر، هذا مهم.

في موضوع وظائف الكبد أيضا هذه كثيرا ما نربطها بنوعية الدواء، هنالك أدوية في بعض الأحيان قد تتفاعل مع بعضها البعض بصورة معاكسة، وهي معروفة لدى الأطباء.

أيضا استعمال الأدوية تحت الإشراف الطبي مهم وضروري جدا، فمن الأشياء التي أضرت كثيرا بالناس استعمال المسكنات التي يمكن للإنسان أن يتناولها من الصيدلية دون أي وصفة طبية، عقار مثل (البروفين) هو دواء جيد وممتاز ويساعد الناس كثيرا، لكن بعض الناس تجدهم يستعملون هذا الدواء لدرجة الإفراط، هذا يؤثر على الكلى، وهذا مثبت.

إذا الاستعمال الراشد للدواء، الاستعمال الصحيح، الجرعة المطلوبة تحت الإشراف الطبي، هذا هو المطلوب أيها الفاضل الكريم، وفي ذات الوقت عليك أن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية دائما تتسم بممارسة الرياضة، والتغذية السليمة والصحيحة، والنوم المبكر، والانخراط في الأنشطة الحياتية المختلفة، وأن يكون الإنسان في حالة أمان وطمأنينة، وهذه قطعا تأتي من خلال أن يتقرب العبد إلى ربه.

أخي الكريم: الأمر لا أعتقد أنه يحتاج لأكثر من ذلك، وموضوع الشاي الأخضر وغيره: هذا ذكر أنه لا بأس به، لكني لا أعرف ولا أدري أي أدوية تقوي الكلى والكبد بالنسبة للإنسان الذي يستعمل الأدوية المضادة للاكتئاب، ليس هنالك أدوية على هذه الشاكلة، وليس هنالك حاجة (حقيقة) لاستعمال أي دواء بدعوى أنه سوف يقوي الكلى أو الكبد أو ينظفهما، لا، الجرعة الصحيحة من الأدوية السليمة هي خير منظف للكلى والكبد.

أعرف أيها الفاضل الكريم من يتناولون عقار (بروزاك) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميا باسم (فلوكستين) - وهو معروف جدا - منذ عام 1988م، أي السنة التي أدخل فيها هذا الدواء إلى الأسواق الدوائية، يتعاطون هذا الدواء منذ ذاك الوقت ودون أي مشكلة، لا مشكلة في الكبد ولا في الكلى ولا في غيرهما.
فالأمر - إن شاء الله تعالى – أبسط مما تتصور.

نسأل الله العافية والسلامة للجميع، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات