زوجي مقصر في حقوقي المادية والمعنوية، أرشدوني للصواب في التعامل معه.

0 632

السؤال

السلام عليكم...

أنا سيدة متزوجة، حدث شجار بيني وبين زوجي، وقد دخل الشيطان بيننا، فتطاولت عليه باللسان، فقمت بسبه، وقد تبت إلى الله واستغفرته، لأنني أخاف الله، وأعلم حق ربي ثم حق زوجي علي، وأرجو رضا ربي، ولكن رد فعل زوجي كان أن قام بسبي وطردي من غرفة نومي، وضربني.

غادرت إلى بيت والدي -أعلم أنه لا يجوز أن أترك بيتي- ولكنني كنت أخشى أن يتمكن مني الشيطان أكثر من ذلك، وكنت أرى البغض والكره في عين زوجي رغبة في الانتقام مني، لأنني وجهت له السباب-.

أنا الآن أتألم كثيرا لما سببه لي من أذى حين اعتدى علي بالضرب، والسب، ومنعني من النوم في غرفتي، وأشعر أنني لا أستطيع العودة إليه والحياة معه ثانية، وللعلم منذ زواجنا حدثت بيننا مشاكل كثيرة جدا، فنحن -للأسف- مختلفان تماما في كل شيء، أنا من المدينة وهو من القرية، وأشعر بظلم كثير واقع علي بسبب أمور يفرضها علي ولا أتحملها، ولا أستطيع التأقلم معها، كما أنه بالنسبة لي مقصر في قضاء حوائج كثيرة لي، هي ليست من الكماليات وقد تعودت عليها منذ صغري، ولكنه دائما يرى أنه دلع، وأنني لا أرغب في تحمل ظروفه، مع أنه غير معسر، بل يضيق علي حتى يستطيع ادخار المال.

المهم أنني متضررة كثيرا من تضييقه علي، وهو غير معسر، وأيضا من فارق البيئة بيننا، وكثيرا ما أندم على زواجي منه، ولا أشعر بالسعادة ولا الأمان معه، ولكن لا أدري ماذا أفعل، لأن بيننا طفلا، ولأنني أخاف أن لا تكون هذه أسباب كافيه لطلب الانفصال عنه، ولكنني دائما حزينة وتعيسة بسبب تصرفاته وأسلوبه معي، مع أنه رجل يصلي ويعرف الله.

أرجوكم لا تبخلوا علي بالنصح في أقرب وقت، ماذا أفعل معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البطل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حصول الشجار بين الأزواج من الأمور التي لا يكاد يخلو منها بيت، ولكن المطلوب هو كيف نحاصر هذا الشجار، كيف نحتويه؟ كيف ندير هذا الصراع كما هي العبارات المتداولة؟ كيف نضع المشاكل هذه في حجمها ونحصرها في إطارها الزماني والمكاني، حتى لا تتمدد في حياتنا فتشوش على سعادتنا.

بل ينبغي أن ندرك أن هذه المشاكل إذا أحسنا التعامل معها، فإن فيها فوائد كثيرة، لأن كل طرف يعرف الخطوط الحمراء، ويعرف ما هو مقبول ومرفوض بالنسبة لشريك العمر، وإذا تفادى الإنسان ما يضايق شريكه وصديقه، فإنه يسعد معه سعادة لا حدود لها، وهذا هو المعنى الذي يتراءى من حسن استخدام المشاكل والاستفادة منها.

ونحب أن نؤكد لك أن كرامة الزوجة في أن تكون مع زوجها، ونحن نعتقد أن الاستمرار مع هذا الزوج فيه خير، وعليك أن تسددي وتقاربي، لأن هذا الرجل الذي بينك وبينه طفل أيضا، هذه أمور تحتاج إلى أن يتفهمها الإنسان، ونحب أن نؤكد لك أن المرأة تستطيع أن تأخذ من زوجها ما تريد، لكن بالحكمة، بالأسلوب الجيد، الكلمة اللطيفة، بالثناء على إيجابياته وإن كانت قليلة، الثناء والفرح بعطاياه، (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، ثم بمعرفة الأوقات التي تطلب منه حاجتها، والمرأة تعرف كيف تؤثر على رجلها، ومتى تطلب، وكيف تطلب.

ثم عليك أيضا أن تدركي أنه لا يوجد رجل بلا عيوب، فما هي البدائل؟ ويصعب على المرأة أن تعيش حياتها بلا زوج، يصعب عليها أن تعيش بعد أن تزوجت بلا زوج، ويصعب عليها كذلك أن ترى في المجتمع وكأنها مطلقة، ومجتمعاتنا بكل أسف تظلم المطلقات.

ولذلك هذه أمور ينبغي أن تنظري فيها، ونحب أن نؤكد لك أن التنازل متوقع من ناحيتك أنت، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يريد للمرأة أن تبادر، والرجل بعد ذلك سيأتي لاحقا، والشيطان سيقول (كرامتك)، لكن كرامة المرأة في طاعتها لله ثم في طاعتها لزوجها ثم مبادرتها بالصلح إلى زوجها، وتقول (لا أذوق غمضا حتى ترضى)، وبعض الروايات (حتى وإن كان هو المخطئ) وليس معنى ذلك أنها تتنازل عن حقها، لكنها تبادر وتصالح، ثم بعد أيام تقول (قد جرحت مشاعري بضربك لي، بإساءتك لي)، يقول (أنا آسف وأنت تستحقين كل خير، ولكن الشيطان كان حاضرا، وأنت أرجوك لا تغضبيني أكثر من اللازم، فإذا غضبت فاتركي المكان واهجريه ولا ترفعي صوتك، وتجنبي السب والإساءة)، يعني يبدأ يعتذر بهذا الاعتذار اللطيف.

ولذلك نتمنى ألا تنتهي العلاقة بينكما بهذه السهولة، لأن الذي بينكما أكبر من مثل هذه المواقف التي مررتم بها، ونؤكد أن الحياة التي تبدأ في سنواتها الأولى بمشاكل تستقر وتستقيم ويسعد الناس بعد ذلك.

فنسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات