وسواس ودوخة عند الوقوف..هل السبب من الغدد أم من الأعصاب؟

0 389

السؤال

أعاني من وسواس، ودوخة عند الوقوف كثيرا، ويأتيني ألم ما بين الكتف والرقبة عند الوقوف سريعا أيضا. ذهبت إلى الطبيب، وفعلت فحص القلب والدم وثبت أني سليم، ولدي أحيانا ألم في أسفل الظهر، وأحيانا أكون غير متزن، ولدي بعض حركات لا إرادية في جسمي.

أريد الإجابة هل لدي غدة أم مشكلة أعصاب؟ طمئنوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت -الحمد لله تعالى- ذهبت وقابلت الطبيب، وقمت بفحص القلب، وكذلك الدم، واتضح أن حالتك سليمة جدا، فيجب أن تطمئن أيها الفاضل الكريم، هذا الأمر الذي يحدث لك لا أرى أن له علاقة بالأعصاب، أو له علاقة بالغدة، أو مجموعة الغدد الموجودة في الجسم، وأنا متأكد أن الطبيب قد وجه فحوصاته حسب ما يراه مفسرا، أو مرتبطا بهذه الحالة، فأرجو أن تطمئن تماما.

الدوخة من هذا النوع قد تحدث لبعض الأشخاص القلقين، والإنسان الذي لديه ميول للخوف والوسوسة والقلق ربما يكون عرضة لهذه الأعراض.

الأمر الثاني هو أنه توجد عملية فسيولوجية طبيعية جدا، وهو أن بعض الناس حين يكون في وضع الجلوس، ثم ينهض خاصة إذا كان وقوفه مفاجئا، هنا يحدث انخفاض في ضغط الدم فسيولوجي طبيعي، وهذا الانخفاض يؤدي إلى الشعور بالدوخة، لذا دائما نقول لمن لديه انخفاض في ضغط الدم بالرغم من أن الحالة حالة حميدة تحرك ببطء إذا أرت أن تتحرك من وضع الجلوس إلى الوقوف، يعني بتأن، وحتى حين يستيقظ من النوم يجب أن يجلس على حافة السرير لفترة نصف دقيقة مثلا، بعد ذلك يمكن أن ينهض.

وعندما يكون الإنسان أيضا حين يكون في دورة المياه لقضاء حاجته، يجب أيضا أن ينهض ببطء، هذا دائما ننصح به الناس، وقد وجدناه مفيدا جدا.

إذا كان انخفاض ضغط الدم واضحا –وهذا قطعا يجب أن يثبته الطبيب– هنا قد ينصح الإنسان بتناول بعض الأطعمة المملحة، التي تحتوي على نسبة عالية نسبيا من ملح الطعام؛ لأن هذا يساعد في رفع الضغط ليجعله متوازنا، وأيضا ممارسة الرياضة وجد أنها مفيدة جدا.

عموما أنا أرى أن حالتك هذه حالة بسيطة، وأرجو أن تتبع ما ذكرته لك من إرشاد، وتتأكد من مستوى الضغط لديك، والضغط في حالتك يجب أن يقاس في عدة أوضاع، فيقاس وأنت في حالة استرخاء على السرير، ويقاس وأنت واقف، ويقاس وأنت جالس على الكرسي، ويقاس الضغط في اليد اليمنى وكذلك اليد اليسرى، هذه فنيات معروفة جدا لدى الأطباء، وأنا متأكد أن طبيب المركز الصحي يمكن أن يقوم بذلك، فلا تحتاج أن تذهب إلى أي مختص، فقط اذهب إلى طبيب الأسرة، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجد كل الاهتمام.

الأعراض الأخرى وهي الألم ما بين الكتف والرقبة وأسفل الظهر: هذه ربما تكون انشدادات عضلية، فحاول أن تكون وضعيتك سليمة في النوم، ولا تنم على وسائد مرتفعة، نم على شقك الأيمن، واحرص على قراءة الأذكار، وعليك أيضا بممارسة أي نوع من التمارين الرياضية البسيطة؛ هذا يفيدك كثيرا أيها الفاضل الكريم.

هذا هو الذي أنصحك به، وإن احتاجت حالتك لأي دواء مثل الأدوية البسيطة المضادة للقلق كعقار (دوجماتيل) مثلا، فهذا لا بأس به أن تتناوله إذا نصحك به الطبيب.

نصيحة أخرى هي: أن تصرف انتباهك عن هذه الأعراض، وذلك من خلال الاجتهاد في دراستك، وتنظيم وقتك، وكما ذكرت لك الرياضة مهمة، وحافظ على صلاة الجماعة، وكن بارا بوالديك، هذا يزيل الوساوس والتوترات، ويصرف الانتباه عن هذه الأعراض النفسوجسدية من النوع الذي تعاني منه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ووفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات