كيفية التعامل مع مرضى التأخر الذهني!

0 437

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

اختي عمرها 27 سنة، قبل عامين كانت حالتها طبيعية، إلا أنها منذ عامين شعرت فجأة في يوم أنها سوف تموت، وأخذت تهلوس وتقول إن رموشها قد سقطت، وإن يديها بها أشياء غريبة، وقدميها كذلك، وجميع أجزاء جسمها.

وفي هذا الوقت تم عمل بعض التحاليل العادية لها، وظهرت إيجابية -والحمد لله-، ثم قمنا بأخذها إلى طبيب نفساني وكتب لها بعض الأدوية، مثل الالوبكس 50مجم، ثم كتب لها منذ أكثر من عام دوجماتيل 50مجم، وبالفعل شعرنا بتحسن في حالات الهلع التي كانت تحدث لها، إلا أن لهذا الدواء آثارا شعرنا بها، وهي زيادة عصبيتها في تعاملها معنا، كذلك أصبحت تميل للصياح في كل خلاف تدخل فيه معنا، هذا غير الآثار الجانبية الجسدية، فقد أصبحت تميل للأكل كثيرا مما زاد وزنها بصورة كبيرة جدا، وكذلك انقطعت عنها الدورة الشهرية، وعندما أخبرنا طبيبها عن زيادة وزنها، أخبرنا أن ليس بإمكانها عمل ريجيم، فأرجو منكم إفادتي ماذا نفعل لها لكي ترجع إلى طبيعتها في السابق؟ وأيضا: كيف نعالج وزنها الزائد؟ هذا علما بأن لديها حساسية بالصدر، وأنها تعاني من تأخر ذهني منذ ولادتها.

شكرا لكم مسبقا على مجهوداتكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أختك هذه التي نسأل الله تعالى لها العافية، وأنت مأجورة -إن شاء الله- لاهتمامك بها، خاصة أنها من ذوي الاحتياجات الخاصة.

أيتها الفاضلة الكريمة: يعرف أن المرضى محدودي الذكاء والمقدرات المعرفية قد يصعب عليهم التعبير عن أفكارهم المرضية، لذا تجدهم يلجؤون إلى التصرفات السلوكية الجسدية.

أختك ظهرت عليها الهلاوس، وظهرت عليها أيضا الأفكار المرضية واضحة جدا، وأعتقد أنها تمر بحالة ذهانية -نسأل الله لها العافية-، وهذه الحالات قطعا تستجيب للعلاجات الدوائية، الأدوية المضادة للذهان تفيد في مثل هذه الحالات، وأعتقد أن التواصل مع الطبيب سوف يكون ضروريا ومهما.

أتفق معك أن الأدوية لها آثار جانبية خاصة زيادة الوزن، ومثل هذه البنية -حفظها الله - قد لا يكون لديها الإدراك التام بكيفية تنظيم الطعام وممارسة الرياضة كأسس وأطر للتحكم في الوزن.

بالنسبة لاضطراب الدورة الشهرية وانقطاعها: هذا ناتج من الأدوية خاصة الدوجماتيل، لأنه يرفع من هرمون الحليب، وإذا ذكر هذا الأمر للطبيب أنا متأكد أنه سوف يقوم بعلاج هذا الأمر لأنه بسيط.

الذي أراه هو أن تستبدل الأدوية التي تتناولها هذه الفتاة بأدوية لا تزيد وزنها، وإن كان معظم الأدوية المفيدة تزيد الوزن، لكن يمكن للطبيب أن يخرج بمعادلة جيدة يوازن فيها بين ما ينفعها وبين ما لا يزيد وزنها، وهناك أدوية على هذه الشاكلة.

أنتم أيضا ساعدوها قطعا في موضوع تنظيم الطعام وتناول الأطعمة التي لا تحتوي على سعرات حرارية عالية. نحن نجد لها العذر لأن معظم الأدوية النفسية تزيد من الشهية نحو الطعام، والبعض قد يصاب بشراهة نحو الحلويات، لكن من خلال التوجيه والإدراك والإكثار من إطعامها بأطعمة ليست ذات سعرات حرارية عالية، -إن شاء الله تعالى- تتطبع على هذا النسق، وتسير أمورها على خير.

في بعض الأحيان نحن نقوم بإعطاء الدواء الذي يعرف باسم (ميتفورمين Metformin) ويسمى تجاريا (جلوكوفاج Glucophage) هذا الدواء أصلا معروف جدا لعلاج السكر الخفيف، بل لتنظيم مرض السكر، وجد أن هذا الدواء يخفف الوزن بالنسبة للذين يكون اكتساب وزنهم ناتجا من تناول الأدوية النفسية، وفي ذات الوقت لا يؤدي إلى تخفيض في السكر، لا أريدكم أبدا أن تقدموا على هذه الخطوة، هذا مجرد مقترح علمي وددت أن أقدمه لكم، لكن القرار النهائي سوف يكون لدى الطبيب المعالج.

أنا على ثقة تامة أنها -إن شاء الله تعالى- سوف تستفيد من الأدوية المضادة للذهان، وموضوع زيادة العصبية وغيره لا أعتقد أنه ناتج مباشرة من الدواء، إنما نتيجة لطبيعة مرضها وربما يكون عدم قدرتها على التعبير اللفظي، لذا تلجأ إلى التعبير الوجداني وكذلك التعبير الحركي، فحاولوا دائما أن تحتووها عاطفيا، وذلك من خلال البشاشة، وأن تستشعر أنها شخص محبوب ومرغوب فيه، هذا يساعدها كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات