ما هو العلاج الأنسب لحالتي (الفصام الظناني)؟

0 424

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، وبعد:

أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة، ابتليت بمرض الفصام الظناني حوالي 4 سنوات؛ حيث كنت أدرس وتعاطيت المخدرات فانقلبت حياتي رأسا على عقب؛ حيث أشعر بأن الناس تراقبني وتسخر مني، إضافة إلى شحوب وقلق واكتئاب من دون هلاوس ولا ضلالات، وإثر ذلك انطويت في المنزل، لم أعد أخرج، حتى وإن تشجعت لأخرج الكل ينظر إلي بسخرية، استمرت هذه الحالة معي ولم أعرف ما هو مرضي، إلى أن نصحني شيخ مؤمن بضرورة ذهابي لطبيب نفساني، فذهبت عنده وشرحت له حالتي كما ذكرت لكم فأعطاني دواء اسمه (haldol) عبارة عن قطرات، المهم تحسنت حالتي واشتغلت، لكن أصبحت أحس بخمول وضعف التركيز والنوم.

فقصدت دكتورا آخر فاستبدل الدواء ب soliane 50mg و la roxyle و la rgactile، فأصبحت حالتي ممتازة.

لكن في هذه الفترات الأخيرة (ما يقارب سنة ونصف هذه التي مرت) أصبحت تنتابني وساوس واكتئاب؛ حيث أحس بأنني أبتسم، خصوصا إذا كنت أتجول في المدينة، وهي ابتسامة مصحوبة بقلق، وهي قهرية، فجربت كل من serquile وميديزابين دون فائدة.

سؤالي: ما هو الدواء الأنسب لحالتي؟

وشكرا يا دكتور على سعة صدرك، جزاك الله خيرا والجنة -بإذن الله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله تعالى أن أحوالك قد تحسنت كثيرا فيما يخص أعراض المرض (الفصام)، وأنا لا أريدك أبدا أن تعيش أي نوع من الوصمة الاجتماعية حول هذا المرض، فحتى وإن كان المسمى قبيحا فأنا أؤكد لك أن مرض الفصام الآن أصبح من الأمراض التي هي في متناول العلاج بفضل الله تعالى، فإذن المسمى ليس مهما، المهم والضروري هو اتباع الإرشادات الطبية، وتناول الأدوية حسب الجرعة المقررة، وأن تسعى أن تعيش حياة طبيعية جدا، طبيعية في كل المجالات، أن تعمل، أن تتزوج، أن تتواصل اجتماعيا، أن تكون شخصا فاعلا ونافعا لنفسك ولغيرك، هذه هي طريقة العلاج الرئيسية، وإن شاء الله تعالى أنت حريص على ذلك، وتوجد أدوية ممتازة الآن، سليمة وفاعلة وقليلة الآثار الجانبية.

إذن التواصل مع طبيبك هو المهم، وهو جوهر الأمر، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، ولا تنس نفسك دائما من الدعاء -أخي الكريم-.

بالنسبة لهذه الابتسامة التي تحدثت عنها والتي يظهر أنها بالفعل هي وسواسية: هذه تعالج عن طريق التجاهل والتجاهل التام، وتحقير الفكرة، وصرف الانتباه عنها، حين تحس أنه يأتيك هذا الدافع لأن تتبسم مثلا إذا كنت في تجوال في المدينة، هنا أقول لك: خذ نفسا عميقا -أيها الفاضل الكريم- هذا يزيل القلق، وفي ذات الوقت يصرف انتباهك، وهكذا.

فإذن صرف الانتباه من خلال هذه الآليات هو أمر مهم وضروري جدا.

بالنسبة للأدوية: عقار فافرين يعتبر جيدا بجرعة بسيطة مثل خمسين مليجراما ليلا، قد يساعدك كثيرا جدا في تحسين مزاجك، وفي ذات الوقت أعتقد أنه سوف يزيل هذه المشاعر الوسواسية، لكن يا حبذا لو شاورت طبيبك أيضا، هذا مهم وضروري من وجهة نظري.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات