أحب رياضة كمال الأجسام ولكن انقطعت عنها بسبب إصابة في الظهر

0 807

السؤال

السلام عليكم.

كل ما في الأمر أنني أحب رياضة كمال الأجسام بشكل كبير، أكاد أكون مدمنا لها، فقد غيرت حياتي للأفضل، فأصبحت أهتم بأكلي ونومي وصحتي من أجل هذه الرياضة التي أعشقها، ولكني أصبت إصابة في ظهري أجلستني بعيدا عن هذه الرياضة أكثر من سنة قضيتها بالذهاب إلى الأطباء والجلسات العلاجية، بالإضافة إلى الاكتئاب، مع أن الإصابة كانت مجرد التهاب في العضلات، وبعد مرور سنة وبضعة أشهر شعرت بتحسن، والحمد لله.

استطعت أن أرجع إلى الرياضة التي أحب، لكنني في هذه الفترة كنت أخاف على نفسي جدا من الإصابة، فما إن أشعر بألم في جسمي إلا ويأتي هاجس الإصابة الأولى وأشعر أنني سوف أحرم من الرياضة مرة أخرى للأبد، وقد حدث ما كنت أخاف منه، فقد أصبت في مفاصلي بآلام، فرجعت مرة أخرى إلى حياة الذهاب إلى الأطباء، وأخذ العلاجات، وقد شخصوا حالتي على أنها مجرد التهاب في المفاصل.

بعد عمل التحاليل: استمررت على العلاج قرابة 3 أشهر حتى الآن، لكن دون أي تحسن يذكر!

أصبت بالاكتئاب مرة أخرى بسبب حرماني من الرياضة التي أحب والتي غيرت حياتي، فلم أعد أهتم بأكلي، وآكل ما هو ضار أو لا آكل كما يجب.

الآن: هل أنا عندي مرض نفسي يجعلني أخاف من الإصابة بأي مرض يبعدني عن الرياضة؟

ما هي حالتي من هذه الآلام؟ علما بأن تحاليلي كالآتي: (ريماتويد 6.0 اى اس ار ) 5 في أول ساعة و10 في ثاني ساعة، و(اليوريك اسد 5.73 من 2.5-7) وأخذت العلاجات الآتية: موبيك، بارانون، جلوكوسامين، اوست ماب، ديكلوسب، دانتريلاكس، فلدين، والدهانات: فولتارين، الجزال، اندوتوبيك جيل، كل هذه العلاجات دون أي تحسن يذكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن لديك نسبة من المخاوف مقدرة، نتجت عن الإصابة التي حدثت لك في الظهر، وتعرف أن رياضة كمال الأجسام هي رياضة حساسة جدا، متى ما تسببت في علة ما لدى الإنسان أو حدثت له إصابة في الظهر حتى ولو لسبب آخر، هذا قطعا يؤدي إلى شعور كبير بعدم الطمأنينة، وقد يحرم الإنسان من ممارسة هذه الرياضة كما ذكرت وتفضلت.

أخي الكريم: أنا لا أسمي حالتك مرضا بمعنى المرض النفسي، هي مجرد ظاهرة بسيطة، يمكن أن نسميها بعدم القدرة على التواؤم، يعني أنك لم تستطع أن تتكيف مع الوضع الصحي الذي أنت فيه، وتكيفك كان يمكن أن يكون من خلال ممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسب صحتك، وفي هذا السياق يمكنك الاسترشاد برأي طبيب العظام وأخصائي العلاج الطبيعي، أعتقد أن هذا مهم جدا.

مثلا رياضة السباحة سوف تكون من أفضل الرياضة التي تفيدك وتفيدك كثيرا، وهي لا تؤثر أبدا على الركب أو المفاصل التي يرتكز عليها الجسم.

فحوصاتك أيها الفاضل الكريم أراها جيدة وممتازة، وأنت حقيقة أكثرت من استعمال الأدوية خاصة المسكنات.

أنا لا أقول لك: إنها ممنوعة، لكن لا تكثر منها أبدا، حاول أن تعيش حياة صحية مرتبة هذا أفضل لك، تمارس رياضة خفيفة كرياضة السباحة، تنام مبكرا، تنظم وقتك، تراجع الطبيب مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر من أجل القيام بالفحوصات الطبية اللازمة، أعتقد هذا هو الذي سوف يفيدك كثيرا.

نسبة للجانب القلقي أعتقد أنك يمكن أن تتناول عقارا يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد) هو دواء أصلا مضاد للقلق بجرعة صغيرة، لكنه ذو فعالية خاصة جدا لإزالة ما يعرف بالأعراض النفسوجسدية، يعني إذا كان الإنسان لديه أعراض جسدية وربما يكون القلق قد لعب فيها دورا، هذا الدواء يفيد في ذلك كثيرا.

جرعة السلبرايد هي خمسون مليجراما، يتم تناولها ليلا، وبعد أسبوعين تجعل الجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء - أي كبسولة صباحا وكبسولة مساء - لمدة شهر، ثم تجعلها خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

سيكون أيضا من الجميل أن تفحص مستوى فيتامين (د) في الدم، نقص فيتامين (د) شائع جدا في منطقتنا عامة، بالرغم من وجود الشمس، ونقص فيتامين (د) أيضا قد يساهم في الشعور بالآلام الجسدية وعدم الارتياح.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لنتهت إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
تليها إجابة د. محمد حمودة. استشاري أول - باطنية وروماتيزم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالنسبة لسؤالك عن حالتك من هذه الآلام التي في المفاصل فأنت لم تذكر طبيعة الآلام التي تعاني منها، وأي المفاصل التي تأثرت بهذه الآلام؟ وإن كان هناك تورمات في المفاصل، وقد ذكرت أنت أن الأطباء أخبروك أنه التهاب في المفاصل فالتهاب المفاصل يسبب تورما، وانتفاخا في المفاصل، ويسبب ألما يكون أكثر ما يكون في الصباح عند الاستيقاظ، ويتحسن مع الحركة، وتحريك المفاصل.

كذلك يكون هناك ارتفاع في درجة حرارة المفصل إذا قارنتها مع حرارة الجلد المجاور للمفصل، ويكون هناك ألم عند الضغط على المفصل، واضح من تحاليلك أنها طبيعية، وهذا يثير الشك إن كان هناك التهاب في المفاصل، ولذا فإنه مهم معرفة إن كنت في الحقيقة تعاني من التهاب في المفاصل أو فقط آلام في المفاصل.

في بعض الأحيان إن لم يكن هناك وضوح في الفحص الطبي أو أنه التهاب فإننا نلجأ لإجراء صورة بالأمواج فوق الصوتية للمفاصل، للتأكد من أن هناك التهابا، لذا فإنه في مثل حالتك خاصة أنك لم تستجب للعديد من الأدوية التي أخذتها خلال هذه الفترة القصيرة.

يجب أن أنوه إلى أنه واضح أن جزءا من الآلام التي تعاني منها هي بسبب قلقك من أن تعيقك هذه الآلام عن التمارين الرياضية التي تحبها، وهذا ما نسميه بالآلام المركزية، أي أن الإنسان يشكو من آلام شديدة أكبر بكثير مما قد تسببه عادة (الكشطة) التي سببت له الآلام، وهذا يختلف من شخص لآخر، فتجد شخصا مثلا جالسا لا يشكو كثيرا، على الرغم من أن عنده كسرا في العظم، بينما آخر يصيح من شدة الألم، وقد يكون عنده أمر بسيط مثل شوكة في الأصبع مثلا!

في مثل هذه الحالات فإننا نضيف أحد الأدوية التي تعالج الاكتئاب، إلا أنها وجدت أنها تساعد على التخفيف من الآلام، ومنها: duloxetine 30 ويتم تناول كبسولة واحدة في المساء يوميا.

على كل حال يفضل مراجعة طبيب مختص بالروماتيزم، لكي يقوم بفحص المفاصل، ويتأكد أولا أنه لا يوجد انتفاخ في المفاصل، أو ألم عند الضغط على المفاصل أو زيادة في حرارة المفاصل، وقد يلزم كما ذكرنا إجراء صورة بالأمواج فوق الصوتية.

نرجو من الله لك الشفاء وراحة البال.

مواد ذات صلة

الاستشارات