أخشى التحدث مع الناس خوفا من أن يروا احمرار وجهي، فماذا أفعل؟

0 472

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب في عمر ٣٢ سنة،عانيت من الوسواس القهري منذ فترة المراهقة وحتى الآن، حيث أدقق كثيرا في مسألة الطهارة والغسل من النجاسات، وفي إتمام الواجبات والمهمات التي علي، وأعاني من قلق وتوتر في حال كان لدي عمل أو مهمة غير منجزة، فإذا أتممتها ارتحت نفسيا.

المشكلة الثانية التي تدمر حياتي الآن هي: أني أعاني من Erythrophobia أو رهاب الاحمرار، فعندما أتكلم مع مجموعة من الناس أو حتى شخص واحد؛ تأتيني فكرة بأن وجهي سوف يحمر، وفعلا يحمر وجهي، وأصبح في موقف مأساوي ومحرج أمام الناس، وبعضهم أصبح يحس بما أعاني، ويبعد أنظاره عني عند الاحمرار، ولا أعرف كيف أتخلص من تلك الأفكار؟ أو كيف أتخلص من احمرار الوجه؟

علما بأني صاحب شخصية قوية، ولست خجولا، ولا أرتبك أو أخاف من الناس ( إلا في حالة التكلم أو إلقاء التحية أمام أشخاص غرباء، أو عدد كبير نسبيا من الناس)، ولكن بمجرد ورود فكرة احمرار الوجه يحمر وجهي في الحال، فأرجو وصف علاج يفيد تلك الحالة.

كما أنني أستخدم حاليا اندرال 20 ملغ أيام العمل فقط، فهو يمنع الاحمرار أحيانا، وعملي خمسة أيام في الأسبوع، حيث أن عملي يتطلب إلقاء محاضرات يومية، ولا أعرف إن كان استخدامي للاندرال صحيحا أم لا؟ وقد حاولت استخدام سيروكسات 12.5، ولكن فضلت أن أسمع منكم.

أنا متوتر الآن وقلق جدا، فقد كرهت حتى عملي، وأصبحت أتهرب منه ليس خوفا أو ارتباكا من إلقاء المحاضرات في عملي، ولكن من الخوف من احمرار وجهي أمامهم، وقد حدث ذلك عدة مرات.

أرجو فضلا أن تصفوا لي علاجا يخلصني مما أنا فيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك ونرحب بك في إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: عملية الاحمرار في الوجه هي مرتبطة بالوساوس القهرية، وكلاهما نوع من القلق النفسي، وهي حالات متداخلة جدا مع بعضها البعض، فلا أريدك أن تعتقد أنك تعاني من حالات متعددة، هي مجرد المخاوف الوسواسية وليس أكثر من ذلك.

أنت -بفضل الله تعالى- لديك فعلا شخصية ممتازة، وكفاءتك الاجتماعية عالية جدا، والذي يحدث لك أرجو ألا تعتبره ضعفا في شخصيتك أو قلة في إيمانك، فالإنسان يمكن أن يكون مروضا للأسود لكنه يخاف من القطط؛ لأن المخاوف في الأصل هي أمر مكتسب، وليست مصطنعة، وكثيرا ما تكون خارجة عن إطار مقدرة الإنسان، والشيء المكتسب يمكن أن يفقد من خلال التعليم المضاد.

أنا أرى أنك سوف تستفيد استفادة رائعة من تناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، الزيروكسات دواء رائع وجميل جدا، ولكن أعتقد أن في حالتك سيكون الفافرين هو الأفضل، لأن الفافرين دواء تخصصي جدا في علاج الوساوس، فأرجو أن تستعمل الفافرين، والذي يعرف علميا باسم (فلوفكسمين).

الجرعة هي خمسون مليجراما، تتناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها مائة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى مائتي مليجرام، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة ليلا، أو تتناولها مائة مليجرام صباحا ومثلها مساء، تستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى مائة مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أما إذا كانت رغبتك في الزيروكسات –وهو الدواء المتوفر– فلا بأس في ذلك، ابدأ بـ 12.5 مليجرام، تناولها يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة خمسة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

يجب أن يتم التوقف عن الزيروكسات بتدرج شديد حسب ما ذكرنا، وذلك لأن هذا الدواء لديه أثر سلبي يعرف بأعراض الانقطاع، حيث إن التوقف منه فجأة يؤدي إلى قلق وتوتر وشعور بالدوخة والتعرق في بعض الأحيان، لكنه قطعا دواء رائع جدا.

أنا أقر تماما تناولك للإندرال، وأرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومثلها عصرا (مثلا) أو في المساء، والسبب في ذلك أن الإندرال عمره النصفي في الدم ليس طويلا، لذا تناول جرعتين في اليوم سوف يكون هو الأفضل والأسلم من الناحية العلمية.

أيها الفاضل الكريم: أكثر من تواصلك الاجتماعي، مارس الرياضة الجماعية، مارس تمارين الاسترخاء، وعليك بالصلاة مع الجماعة في المسجد، فيها خير كثير جدا، ومن المهم أيضا أن تتجاهل رهاب الاحمرار على وجه الخصوص، خاصة أنه سوف ينتهي تماما بعد ما ذكرناه لك من إرشاد وما وصفناه لك من دواء.

وانظر علاج الخجل واحمرار الوجه سلوكيا: (267019 - 1193 - 280445 - 278063).

نسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرنا وما وصفنا من أدوية، وجزاك الله خيرا، وبارك الله فيك.

مواد ذات صلة

الاستشارات