أفكار وخيالات شغلت عقلي وعذبتني

0 328

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الأفكار التي أخشى أن تفقدني عقلي؛ حيث إنني في كل الأوقات سواء ليلا أو نهارا أتخيل أنني أتحدث مع شخص أو أشخاص وكأنني فعلا معهم على الطبيعة أو أتخيل شخصا أو أشخاصا يتحدثون فيما بينهم، ويكون هذا الحوار الوهمي في عقلي مرتبا وكأنه حقيقة، لدرجة أنني أقوم بتحريك يدي أحيانا مع ما أتخيله، فلقد حاولت كثيرا أن أقطع أفكاري أو أشغل نفسي عن ذلك ولكن لا فائدة، فماذا أفعل؟!

وأخيرا أسأل الله أن يجعل كل حرف تكتبونه أو نقطة أو كلمة أو لحظة أو ثانية خصصتموها لأجل مساعدة الناس -بهذا الشكل الجبار وطوال هذه السنين- أسأله سبحانه أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناتكم، وأن يسكنكم الفردوس الأعلى من الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب.. آمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك كثيرا على كلماتك الطيبة، وجزاك الله خيرا، وبارك الله فيك.

بالنسبة لحالتك والتي وصفتها بأنك تعاني من تسارع وتداخل الأفكار للدرجة التي تحس فيها أنك تحادث شخصا آخر، هذا نوع من حديث النفس في الغالب، وحديث النفس قد يأخذ هذه الصورة التي فيها طابع وسواسي أيضا، وأنا أتفق معك أن الحالة مزعجة، لكن أؤكد لك -أيها الفاضل الكريم- أنها ليست خطيرة أبدا.

يفضل أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، هذا أمر جيد، وإن لم تستطع ذلك فأعتقد أنك مطالب بأن تمارس بعض التمارين الرياضية، رياضة المشي سوف تكون بالنسبة لعمرك مناسبة جدا؛ لأن الرياضة عامة تؤدي إلى الاستقرار النفسي، وكذلك الاستقرار الجسدي، وكل الشوائب والشوارد النفسية السلبية يمكن التخلص منها من خلال الرياضة.

عليك أيضا بتمارين الاسترخاء، نحن ننصح بها كثيرا؛ لأنها (حقيقة) تربط بين النفس والوجدان والجسد بصورة إيجابية جدا، مما يجعل الإنسان يعيش في حالة من السواء والسكينة وقبول ذاته بصورة أفضل.

إذا تمارين الاسترخاء ذات طبيعة ممتازة إذا طبقها الإنسان بصورة صحيحة، وأيضا الإنسان يحتاج إلى أن يكون مع نفسه في بعض الأحيان من أجل التفكر والتدبر والتمعن والتأمل، هذا يجعل الإنسان (حقيقة) يتخلص من الفكر السخيف والمتسلط الذي في جله هو نوع من حديث النفس.

ربما أيضا تستفيد كثيرا من أحد الأدوية البسيطة التي يعرف عنها أنها مزيلة للقلق وتزيل الشوائب الوسواسية، أعتقد أن عقار (فافرين) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين) سيكون دواء مناسبا جدا لك إذا تناولته بجرعة صغيرة، وهي خمسون مليجراما ليلا بعد الأكل لمدة شهر، ثم تجعلها مائة مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أعتقد أن حالتك بسيطة، وإن شاء الله تعالى سوف تكون استجاباتك طيبة جدا لما ذكرته لك من إرشاد وعلاج، وكما ذكرت لك إن قابلت الطبيب، هذا سوف يكون أمرا إيجابيا، وقطعا أنت تبلغ من العمر ثمانية وأربعين عاما، والرياضة كما ذكرت لك مهمة جدا في عمرك، خاصة رياضة المشي، وأيضا تواصل مع طبيب الأسرة مرة كل ستة أشهر (مثلا) من أجل إجراء الفحوصات الصحية العامة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات