لست محبوباً والناس تتحدث عني بأني مريضٌ نفسياً!

0 271

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري22 عاما, أستخدم علاج الزيروكسات 20 ملم؛ لأني كنت مكتئبا جدا, وقد تحسنت, لكن عندي أفكار كثيرة, وأنا إنسان ليس لي حظ في الحياة, ولست محبوبا, رغم أني أرى العكس, لكن الأفكار متسلطة علي، ولا أعرف كيف أكون أصحابا, ولا أعرف أسلوب الحياة, وأحزن إذا رأيت أحدا يقول لي أنت مريض نفسيا, حتى الصغار يقولون أني مريض.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نفس الإنسان قد تحدثه بالخير وقد تحدثه بالشر، والحديث بالشر في بعض الأحيان –وهي أفكار سخيفة– يشعر الإنسان في ذاته أنه لا قيمة له، ومن خلال هذه الأفكار يبدأ الإنسان يتعامل مع نفسه على هذا الأساس مما يدخله في مزاج متعكر وربما اكتئاب؛ لأن عدم الشعور بقيمة النفس وقيمة الذات هو شعور سخيف ومحبط جدا.

المبدأ الرئيس فيما يخص العلاج هو أن يسأل الإنسان نفسه: هل أتقبل أي فكرة أو أي مشاعر تأتيني حتى ولو كانت سخيفة وسلبية؟ الإجابة قطعا هي لا، وعلى ضوء ذلك يبني الإنسان قناعات جديدة، يتفكر ويتدبر ويتأمل في صفاته وفي سماته، وكيف أن الله تعالى قد كرمه.

أنت محتاج لأن تحقر هذه الأفكار المتسلطة، وهي وسواسية الطابع، لا تعرها اهتماما، لا تتقبلها، يجب أن تكون في حالة استعداد ويقظة دائما في ألا تقبلها، وتستبدلها بفكر مضاد، ولا بد أن تساعد نفسك بأن تلجأ للتطبيقات العملية، أن تكون لديك صداقات من الصالحين والخيرين والمتميزين، أن تقدم شيئا إيجابيا لنفسك من خلال تطويرها، من خلال التعليم، التعلم، مساعدة الآخرين، أي أن يكون لك وجود حقيقي، أن تشارك أسرتك، أن تبر والديك، هذا ينمي من شعورك بقيمتك الذاتية، أي أن تقوم بأفعال وأعمال نافعة لك ولغيرك.

ما تسمعه من البعض حول أنك مريض نفسيا، هذا كلام يجب أن تتجاوزه، ولا تعره أي اهتمام، الذي يظهر لي أنك قد عطلت نفسك وعطلت حياتك، وأصبحت مساهماتك ضعيفة، لذا يتحدث عنك حتى الصغار بأنك مريض نفسي، والمريض النفسي دائما هو مظلوم، المريض النفسي مثله مثل أي إنسان يمكن أن يعيش حياة طبيعية وعادية وممتازة جدا.

أنت ليس لديك أبدا ما يعيبك أو ينقصك، فكر على هذا الأساس.

بالنسبة للعلاج الدوائي: يجب أن تراجع طبيبك الذي وصف لك الزيروكسات، فهو دواء جيد ودواء فعال جدا، وربما تحتاج لأن ترفع الجرعة قليلا، بأن تكون ثلاثين مليجراما (مثلا) لمدة شهرين، ثم أربعين مليجراما لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة إلى ثلاثين مليجراما لمدة شهرين، ثم ترجع إلى جرعتك الحالية، وهي عشرون مليجراما –أي حبة واحدة في اليوم– وتستمر على ذلك.

هذا مجرد اقتراح، والقرار النهائي يجب أن يكون لطبيبك، وأشكرك كثيرا على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات