تنهمر دموعي كلما فكرت في شيء، فهل من علاج؟

0 253

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي كانت في آخر سنة في الجامعة، حيث كنت جالسا مع نفسي وأقول لها: الحمد لله كل شيء فيك مميز، من ناحية الدراسة (هندسة) ومن ناحية السيارة الجميلة، ومن ناحية المظهر، إلا إن عندك موقفا حدث لك وأنت صغير وهو صعب جدا، فقط هذا الوحيد، فنزلت دموعي، وأصبح عندي وسواس الدموع، كلما عملت شيئا تنزل دموعي، ولم أعرف عن هذا الوسواس إلا بعد فترة، صرت كلما أفكر في شيء أنه وسواس دموع أو لا، تنزل دموعي، هل يوجد دواء ينهي هذه المشكلة؟ حيث أني على وشك الاستقالة من عملي بسبب هذا المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه ليست وسوسة بمعنى الوسوسة، إنما هو نوع من التفاعل الوجداني الذي يجب أن تقابله بشيء من الصرامة والتجاهل في ذات الوقت، واعلم أنه سلوكيا ما حدث لك فيما مضى ليس من الضروري أن يحدث لك الآن أو في المستقبل.

أنت أخذت النمط الوسواسي، بمعنى أن تفكيرك في بعض الأمور تربطه دائما بنزول الدموع، ليس من الضروري أن يكون هذا هو النمط الذي يحدث لك دائما، فالتجاهل والتحقير هي الأسس الرئيسية للتعامل مع مثل هذه المواقف، لكن إذا انتبهت لها وركزت عليها، وكنت دائما في انتظارها كتفاعل وجداني طبعا سوف تحدث لك.

لا تستقيل من عملك أبدا، بل اجعل هذه الدموع تستقيل من وجدانك، وذلك من خلال التجاهل، ولا مانع من أن تتناول دواء بسيطا جدا من مزيلات القلق، لست في حاجة لدواء مضاد للوساوس، وموضوعك سهل جدا، أعتقد أن عقار (دوجماتيل) هذا اسمه العلمي، ويعرف علميا باسم (سلبرايد) بما أن عمرك أكثر من عشرين عاما يمكن أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة ليلا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أريدك أيضا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، فهي ممتازة جدا، وأيضا يمكن أن تقوم بتصور بعض السيناريوهات أو ما يسمى بالتعريض في الخيال أو ما يسمى بفك الارتباط الشرطي، مثلا: حين تأتيك فكرة التفكير في موقف معين وأنه سوف يعقبه نزول الدموع، قل: (لا، بدلا من أن تنزل دموعي سوف أتذكر فكرة أخرى جميلة) هذا نسميه بالربط الإيجابي الذي يفتت الفكرة، أو نمط السلوك الذي تعود عليه الإنسان، غير مكانك (مثلا)، حاول أن تستغفر بدلا من أن تنزل منك الدموع، (وهكذا) يعني أن تقوم بتصرف أو فعل أو مسلك تعويضي استبدالي، هذا أيضا نوع من التحايل السلوكي – إذا جاز التعبير – وقطعا أنه مفيد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات