مشكلتي في الاستيقاظ المبكر من النوم بدون إرادتي

0 430

السؤال

السلام عليكم

في البداية أحب أن أشكركم على الموقع الرائع، -وإن شاء الله- في ميزان حسناتكم.

أحب أن أستفسر عن مشكلة تؤرقني منذ أسبوع تقريبا وهي: صعوبة الدخول في النوم (ليست رئيسية) ولكن المشكلة هي الاستيقاظ بعد مدة ليست بالطويلة دون إرادة مني؛ حيث لا أنام سوى 3 ساعات في اليوم، ولا أستطيع العودة للنوم بعدها، مثلا: أنام الساعة 12، وأستيقظ الساعة 3.30، لا أعرف هل هو قلق أم ماذا؟ علما أنني أكون متعبا جدا، وعيني أحس أنها ستخرج من رأسي، وأنا مقبل على مرحلة دراسات عليا بعد أيام.

بالنسبة لشخصيتي: أنا خجول نوعا ما، ولدي نوع من قلق الأداء، وشخصيتي حساسة، لكن ذلك لا يؤثر على حياتي؛ حيث إن حياتي خارج حقل النوم عادية، وأمارس الرياضة، وأخرج (نمط حياتي لم يتغير)، ولكن مشكلة النوم تؤرقني، أتمنى أن أجد إجابة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الأرق أتاك بصورة مفاجئة، وهو نوع من الأرق نسميه بالأرق الوسطي، أو الأرق النهائي؛ حيث إنه ليست هنالك مشاكل رئيسية في بدايات النوم، لكن في استمرارية النوم، هذا النوع من الأرق نشاهده لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب النفسي في بعض الأحيان، لكن قطعا الاكتئاب لا يأتي بهذه الصورة المفاجئة، وأنت كذلك لست في عمر الاكتئاب، وكذلك حياتك -الحمد لله تعالى- تسير على أحسن ما يكون، فأنا أعتقد أن الاكتئاب في حالتك غير وارد.

القلق أيضا قد يسبب شيئا من هذا القبيل، وفي بعض الأحيان الأنفلونزا والإصابات الفيروسية العارضة أيضا قد تؤدي إلى هذا الشيء، وفي بعض الأحيان أيضا قد يكون الإنسان مشغولا بأمر ما على مستوى العقل الباطني، هذا قد يكون سببا أيضا في الأرق، أعتقد أن الموضوع بسيط، وإن كنت قلقا -أخي الكريم- حاول أن تصل إلى حلول أو تسويات حول ما يقلقك.

الشيء الآخر: يجب ألا تفكر تفكيرا نمطيا حول هذا الاضطراب النومي الذي أتاك، فهو عارض إن شاء الله، ونحن نتخوف أن الإنسان حين يمر بتجربة كهذه يبدأ بعد ذلك يوسوس حولها، ويحدث له نوع مما يعرف بالقلق التوقعي؛ أي يكون منتظرا لأن يأتيه الأرق، فيبدأ الأرق يبحث عنه بدل أن يبحث هو عن النوم.

احرص أيها الفاضل الكريم على التمارين الرياضية النهارية، فهي مهمة جدا، لا تتناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، ثبت وقت النوم ليلا، هذا أيضا مهم جدا، واحرص على أذكار النوم، وتمارين الاسترخاء نعتبرها مهمة وضرورية، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أراها جيدة ومفيدة جدا لمن يطبقها.

لا مانع من أن تستعمل بعض محسنات النوم البسيطة، مثل: عقار (تربتزول) والذي يعرف علما باسم (إيمتربتالين)، هذا الدواء في الأصل هو مضاد للاكتئاب، لكن بجرعات صغيرة يساعد كثيرا في النوم.

إذا سبب لك بعض الجفاف في الفم، أو الثقل في العينين في الأيام الأولى لا تنزعج لذلك، يجب ألا تتناوله بعد الساعة العاشرة مساء، تناوله حاولي الساعة التاسعة مساء حتى لو كان نومك متأخرا؛ لأن تناوله مبكرا يمنع آثاره الجانبية في الصباح.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي 25 مليجراما فقط، يتم تناولها ليلا كما ذكرت لك لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك تجعلها 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أيضا، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: هنالك أيضا ترتيبات مهمة لتحسين النوم، تحدثنا عن جلها، لكن أود أن أضيف: من الضروري جدا أن يكون الجو حولك مهيئا للنوم، عدم وجود الضوضاء، الإضاءة الحادة، البعد عن التليفزيون لمدة نصف ساعة على الأقل قبل النوم، أن يكون مزاجك مسترخيا، أن تقرأ شيئا طيبا ولطيفا.

كثير من الإخوة جربوا أن يتوضؤوا قبل النوم ويصلوا ركعتين، فوجدوا هذا الأمر مفيدا جدا لنفوسهم، خاصة حين يقرن بأذكار النوم، النوم على الشق الأيمن أيضا مفيد، مع ألا تكون الوسائد أو المخدات أو المساند من النوع المرتفع، يجب أن تكون خفيفة ومسطحة وليست عالية، هذا وجد أنه يساعد كثيرا.

أيضا يجب أن يكون هنالك نوع من البرمجة الدماغية، يعني تقول لنفسك: (أنا إن شاء الله سوف أنام الآن، وأستيقظ لصلاة الفجر) وبالفعل قم بضبط الساعة المنبهة على هذا الأساس، هذا أيضا وجد أنه يساعد في ترتيب الساعة البيولوجية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات