خطيبي يهددني بالفسخ إذا لم أغض من بصري.

0 251

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة مخطوبة, مشكلتي أني كثيرة الالتفات والنظر للآخرين, سواء كانوا رجالا أو نساء, وقد أعيد النظر في من ينظر إلي, وقد تسببت لي هذه المشكلة بالإحراج, خاصة أمام أهلي وخطيبي, فقد وعدته بترك هذه العادة, وفعلا تركتها مدة, وحاولت أن أتحكم بنفسي, ولكن عدت إليها.

الآن حياتي مهددة بأن أفسخ خطبتي, أحسست أنني لست كفئا لأن أفتح بيتا, أو أرتبط برجل, مع العلم أنني حاولت مع خطيبي أن يسامحني, وأنا سأبذل جهدي لحل هذه المشكلة, ولكن لا فائدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بيان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونتفهم المشكلة التي عندك، ونعتقد أن الحل لن يكون صعبا خاصة بعد الزواج، فالمرأة بعد زواجها، والشاب كذلك ينبغي أن يكتفي بالحلال، ويبتعد عن مواطن الريبة، وقبل ذلك مطالب بذلك، لكن الزواج عون على بلوغ العافية وعون على العفاف، ومن عفة الإنسان في نظره أن تكون نظرة المرأة قاصرة على زوجها، وهذا ما مدح الله به نساء الجنة فقال: {فيهن قاصرات الطرف} يعني عن غير أزواجهن، وهذا مصدر السعادة، فشريعة تطالب الرجل أن يغض بصره، ويطالب المرأة أن تغض بصرها، فقال: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} بل تجعل السعادة للرجل وللمرأة في أن يغض بصره، فقال: {ذلك أزكى لهم} فلا يمكن للإنسان أن يصل للسعادة وهو يطلق بصره.

ولذلك نتمنى أن تدركي أن هذه العادة إذا لم تتركيها فإنها سبب وتؤثر على سعادة الإنسان في هذه الحياة، ونتمنى من الخاطب أن يتفهم، وأن يكون سببا لك في أن يعينك على ترك هذه العادة التي تعودت عليها، رغم أنه لم يتضح لنا هل هذا النظر مبني على شهوة أم غيرها؟ لأنك قلت مع الأهل أو مع غيرهم، لكن في كل الأحول فإن الإنسان ينبغي أن يغض بصره، لأن الله قال لنبيه: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا} فالتطلع والطمع والنظر فيما في أيدي الناس وشغل الناس بما عند الناس والنظر إلى وجوههم، يحملق في وجوههم، هذه كلها من الأشياء التي لا تليق بالمسلم، فضلا عن أن يكون هذا المسلم امرأة وفتاة في ريعان شبابها.

فأبعدي نفسك عن مواطن التهم، واستعيني بالله تبارك وتعالى، ولكن نحن نرفض أن يوصلك الشيطان لليأس، فما علاقة هذا بفتح البيت، فإن فتح البيت والزواج وإكمال هذا المشوار هو خير ما يعين على التخلص من هذه العادة السيئة –النظر إلى الآخرين والنظر إلى الرجال– لأنه عند ذلك ستشتغلين بالنظر إلى زوجك الحلال الذي رضيك ورضيته وملت إليه ومال إليك، وتلاقت عندكما الأرواح قبل الأجساد.

فتعوذي بالله من الشيطان، يريد أن يوصلك إلى اليأس وإلى الإحباط، وأقبلي على خاطبك وحياتك الجديدة، ونسأل الله أن يقدر لك وله الخير ثم يرضيكم به.

مواد ذات صلة

الاستشارات