ابنتي وطليقها تخليا عن بنتهما المعاقة.. هل أقوم أنا برعايتها؟

0 398

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

باختصار شديد، ابنتي المطلقة لا تهتم بطفلتها المعاقة التي لم تنعم بحنان والديها منذ أن جاءت إلى الدنيا، فبعد أن أهملها أبوها الذي بدى متذمرا منها كونها معاقة، جاء الدور على أمها التي –بعد طلاقها- أصبحت لا تعيرها اهتماما، ولا تكترث لحالتها، لذا فكرت (أنا جدتها) أن أطلب تنازلا خطيا من والديها لأتكفل بها وأرعاها ما حييت في هذه الدنيا، لكنني مترددة بعض الشيء كوني سأتقلد مسؤولية كبيرة على عاتقي، وخاصة مسؤولية إنسانة معاقة، ثم أنا ربة أسرة لزوج وبنتين وولد، ولست واثقة من نفسي إن كنت سأوفق بينها وبين أسرتي.

أرشدوني وانصحوني ولكم كل الفضل، بارك الله فيكم، وجزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة التي أسعدتنا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وحقيقة بقدر ما تألمنا من تقصير الأب في حق هذه الفتاة التي سيسأل عنها بين يدي الله، وأيضا آلمنا تقصير البنت (بنتك) في أمر بنتها المعاقة، أسعدنا وأفرحنا هذه المشاعر النبيلة التي نسأل الله أن يكتب لك أجرها وثوابها عند الله تبارك وتعالى.

ولكننا ومن باب النصح لبنتك على وجه الخصوص في هذه الفترة بضرورة أن تذكريها بالله تبارك وتعالى، والأفضل أن تعاونيها، وأن تقومي معها، تشجعيها على رعاية بنتها، رغبة في الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى، وتكملي أنت النقص، فتشبعي هذه البنت بما تحتاجه من عاطفة واهتمام، بمعنى أن المسؤولية تكون مشتركة بينك وبين ابنتك، حتى تستطيعي أن توفقي بين أمور كثيرة، توفقي بين تشجيع ابنتك على القيام بواجبها الذي تسأل عنه بين يدي الله، وتستطيعي أيضا التوفيق بين هذه المهمة والمهام الموكلة لك كأم وربة منزل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي شبابنا وأبنائنا وبناتنا إلى ما يحبه ربنا ويرضاه.

ونحب أن نؤكد أن هذا الرجل الذي قصر في حق هذه الفتاة سيعيش تجارب مريرة في حياته؛ لأن الجزاء من جنس العمل؛ ولأنها لا ذنب لها في هذا الذي حدث لها، فهو أمر رباني من الله تبارك وتعالى يبتلينا به ويختبرنا به.

وأنت مشكورة على هذه المشاعر النبيلة، ولكن نتمنى أن تجتهدي في ابنة ابنتك، وتجتهدي في ابنتك على وجه الخصوص، من أجل أن تقوم بالدور الذي ستسأل عنه بين يدي الله، فلو فرضنا أن ابنتك قامت بثلاثين بالمائة من رعاية لابنتها فأنت تكملين بقية العناية والاهتمام وتوفرين لها ما تحتاجه من عطف، هذا أفضل من أن تتحملي المسؤولية فتعتاد التخلي عن مهامها، والأخطر من ذلك أنها ستسأل بين يدي الله تبارك وتعالى عن هذه الطفلة المعاقة، التي إذا وجدت العناية سيكون من الخير الكثير، فإن كثيرا من المعاقين والمعاقات أصبحوا أرقاما في حياة هذه الأمة لما وجدوا العناية، فقد برزوا في مجالات كثيرة علمية، واستطاعوا أن يقدموا خيرا كثيرا؛ لأن العظيم إذا أخذ شيئا فإنه يعوض بأشياء أخرى، وعلى كل حال فإن الإنسان إذا تذكر الأجر والثواب الذي ينتظره من يفعل الخير عند الله فإنه سيجد في نفسه اندفاعا وسيرا في هذا الطريق.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يلهم الجميع السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات