خوفي من قيادة السيارة أثر كثيراً على حياتي

0 442

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أبلغ من العمر 38 سنة، وأعاني من مخاوف كثيرة، مثل الخوف من الأماكن العالية، والخوف من المواجهة، والخوف من التحدث أمام مجموعة من الناس، وأخاف من الفشل أمام الناس، حتى عند ركوب الطيارة، أواجه تلك المخاوف، وفي الفترة الأخيرة أصبحت أخاف حتى من الأفلام المرعبة.

أكبر مشكلة لدي هي الخوف من قيادة السيارة، وهي أكبر مشكلة أواجهها، وفي الفترة الأخيرة مع الاستمرار والعزيمة وبمساندة أحد الأصدقاء تغلبت على ذلك الخوف وبدأت بالتعلم، والآن قيادتي للسيارة جدا طبيعية داخل الحواري وفي الشوارع الفاضية، بشرط وجود أحد أصدقائي معي، فأنا لا أستطيع تحريك السيارة لعدة أمتار دون وجود أحد الأصدقاء معي، ومع ذلك أشعر بنوع من التوتر، وعندما أقود في شارع مزدحم تصيبني نوبات هلع وخوف وتعرق في اليدين والرجلين، وأشعر بأني أود ترك القيادة، أحاول دائما أن أجد مبررا للهروب من درس تعلم القيادة، كل يوم أعاني كثيرا من هذه المشكلة، حتى عندما يقود السيارة أحد الأصدقاء وأكون في المقعد الأمامي دائما ما أشعر بتوتر، ولا أشعر بالراحة، وأخاف من قيادته لسيارته الخاصة، وأعتقد أن هذا الخوف وراثي، فوالدي يخاف من المواجهة، وأخي الكبير يشعر بالارتباك عند قيادته لسيارته، وهذه المشكلة أثرت كثيرا على حياتي، فأنا أملك كل المؤهلات للزواج، ولكن الخوف من قيادة السيارة هو أكبر عائق لي، وهي المشكلة الوحيدة التي جعلتني أبتعد عنه، مع أني أحظى بعلاقات جدا ممتازة مع أصدقائي، وأتحدث بشكل طلق مع الناس الذين أعرفهم، وأمارس حياتي الطبيعية بكل أريحية.

أرجو منكم مساعدتي للتخلص من كل تلك المخاوف، وكتابة أدوية لاستعمالها، وطرد كل تلك المخاوف من حياتي، وأقود سيارتي الخاصة بكل أريحية دون توتر أو خوف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك مخاوف متعددة، لكنها مرتبطة مع بعضها البعض، وقلق المخاوف هو الواضح بالنسبة لك، وأعتقد أن موضوع قيادة السيارة هو الأهم، لأنك ذكرت أنك لا تكون مرتاحا إذا لم يكن أحدا بصحبتك في السيارة، هذا دليل على أنك تعاني مما يسمى برهاب الساحة، وهو عدم الطمأنينة إذا لم يكن مع الإنسان رفقة، وهذه المخاوف كلها مترابطة ومتداخلة مع بعضها البعض، فلا تنزعج، ولا تعتقد أنك تعاني من أمراض متعددة، هي علة واحدة، ومبدأ العزيمة والإصرار لمواجهة المخاوف وتحقيرها وعدم التجنب، لأن التجنب أكبر مشكلة يمكن أن تقوي من المخاوف وتثبتها بصورة أكبر، فكن على هذا المنوال.

ما تحس به من أعراض فسيولوجية، كالشعور بتسارع ضربات القلب أو الدوخة، أو أنك سوف تفقد السيطرة على الأمور، هذه كلها مشاعر خاصة بك، وليست حقيقية.

من ناحية العلاج الدوائي: عقار سيرترالين والذي يعرف تجاريا باسم (لسترال) أو (زولفت) يعتبر جيدا جدا، وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، والجرعة هي أن تبدأ بحبة واحدة ليلا – وقوة الحبة 50 مليجرام – تناولها لمدة شهر، بعد ذلك تقيم أحوالك، إن كان هنالك تحسن -حتى ولو بدرجة بسيطة- فاستمر على نفس الجرعة وأكمل ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما إذا لم تتحسن على جرعة الحبة الواحدة فلا بأس من أن ترفع الجرعة إلى حبتين يوميا، تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وهو من الأدوية السليمة والفاعلة جدا.

الأنشطة الرياضية تمثل نوعا من التواصل الاجتماعي، سوف تكون مفيدة جدا لك، كذلك الحرص على الصلاة مع الجماعة دائما لها وقع إيجابي جدا لعلاج المخاوف أيا كان نوعها، وتطبيق تمارين الاسترخاء أيضا مهمة.

في مثل عمرك أيضا يفضل أن تجري بعض الفحوصات الطبية العامة، وذلك للتأكد من سلامتك الجسدية، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات