لابد أن تثق بنفسك كي تنجح في حياتك.

0 314

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزيتم خيرا على كل كلمة أقرأها من موقعكم، وأتمنى من سعادتكم إجابتي عن استفساراتي، فقد كتبت الكثير مما أشعر به لكم من ناحية الرهاب الاجتماعي، ووفقتم في توجيهي بعد الله.

تزوجت قبل خمسة أشهر -ولله الحمد- وتغيرت حالتي للأفضل، ولكن القلق والتوتر يلازمني حتى في صلاتي، أفكر بأمور عدة لا حصر لها، فأشعر بتشتت ونسيان، والذي جعلني أفقد الثقة بنفسي بأن أتذكر أي معلومة، وأمور كثيرة أفقدها بسبب النسيان.

لا أجد أصدقاء أتناقش معهم، فتجدني بعد العمل ملازما البيت، أشعر بأني لست جذابا للحديث معي، وأكثر وقت عملي تجدني منفردا، وإن اجتمعت بأحد أكون مستمعا فقط، وعادة تكون لدي بعض المداخلات، ولكن أتحرج كثيرا من التحدث أمام المجموعة، ويقاطعون كلامي ليسمعوا شخصا آخر، وثقافتي محدودة جدا، فكيف أستطيع أن أنميها ومن أين أبدأ؟

لا أختلط بمشاكل العمل لحلها، ولا أحب المحاضرات ولا الاجتماعات مع الموظفين من رهبتي، استعملت الإندرال في مناسبة زواجي، وأثناء قيامي بمحاضرة للموظفين كان ممتازا جدا.

كذلك أعاني من الرعشة، وحين قيام أحد بمحادثتي تكثر حركتي، وترتعش عيناي، أحس أني أخاف من مجهول لا أعرفه، قرأت بأن دواء الزيروكسات يزيلها نهائيا.

أتمنى أن أجد التوجيه والإرشاد، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه درجة بسيطة جدا من الرهاب، لا أعتقد أنها درجة مزعجة أبدا، لكن لديك بعض التفكير السلبي الذي سبب لك تشتت التفكير والنسيان، مما جعل ثقتك في نفسك ليست بالمطلوبة.

أخي: أنت رجل منجز، يجب أن تتذكر ذلك، تزوجت بفضل الله تعالى، لديك عمل محترم، وما الذي يجعلك تخاف أخي الكريم؟ أنت تعمل فني عمليات جراحية، وهذه مهنة ليست سهلة، أنا كطبيب أعرف قيمتها وأعرف ما تتطلبه من مواجهة وحسن تصرف وتركيز وتدبير، وأنت أهل لذلك، نعم نحن نعرف أن الخوف الاجتماعي ليس جبنا أو ضعفا في الشخصية أو في الإيمان، والإنسان يمكن أن يكون مروضا للأسود لكنه يخاف من القط، هذا الخوف الذي تعاني منه يجب أن تحقره، ولا تراقب وظائفك الفسيولوجية.

موضوع الرعشة وتسارع ضربات القلب: نعم يحدث نسبة لزيادة في إفراز الأدرينالين، والأدرينالين أصلا يفرز ليحضر الجسم ويجعله في حالة استعداد وتأهب عند المواجهات. الإنسان إذا قابله الأسد إما أن يهرب أو إما يقاتل، وفي تلك الحالتين يفرز الأدرينالين، وهكذا الإنسان أيضا في هذه الظروف الاجتماعية لابد من عملية تحضير فسيولوجيا، فلا تنزعج، الأمر طبيعي جدا، مشاعرك خاصة بك، لا أحد يراها، لا أحد يسمعها، ولا أحد يحس بها.

أخي الكريم: موضوع المقدرات المعرفية والثقافية، هذا يأتي من خلال القراءة، الاطلاع، الجلوس مع العارفين من الناس، وألا يضيع الإنسان وقته فيما لا يفيد. حضورك للمحاضرات، الندوات، هذا يعطيك فرصة عظيمة جدا لأن توسع مداركك، ويجب أن تكون لك أيضا أنشطة ذات طابع اجتماعي نافع لك في دنياك وآخرتك، ومزيل إن شاء الله تعالى لمخاوفك، الصلاة مع الجماعة يجب أن تكون على رأس الأمر، تحضرها، تواظب عليها، وتكون في الصفوف الأول. الرياضة الجماعية، الانخراط في الأعمال الخيرية والثقافية... هذا كله فيه خير كثير وكثير جدا لك.

بالنسبة لموضوع العلاج الدوائي: الإندرال بسيط ويساعد في علاج الأعراض الجسدية أو الفسيولوجية المصاحبة، لكن ربما يكون الزيروكسات بالفعل هو الدواء الأفضل، وأنت تحتاج لجرعة صغيرة حقيقة، لا أراك في حاجة لجرعة كبيرة أبدا.

تناول الزيروكسات بجرعة 12.5 مليجرام – وهذا يسمى زيروكسات CR – هذه جرعة صغيرة جدا وكافية في حالتك، تتناولها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجرام كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، والزيروكسات قد يسبب لك تأخر بسيط في القذف المنوي، فلا تنزعج لهذا الأمر، والذي قد يحدث أو قد لا يحدث، لا تشغل نفسك به.

الإندرال تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا لمدة أسبوعين، ثم اجعل الجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات