حائرة بين شاب من النت لا يمكن أن يتزوجني وبين خاطب خلوق تقدم من أهلي

0 295

السؤال

السلام عليكم

أنا في حيرة وأشعر أنني لا أجيد التصرف، مشكلتي أنني تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، وربطتني به علاقة حب دامت سنة، لكنني على يقين تام أننا لن نتزوج يوما، وكلما اتخذت قرارا بالابتعاد نرجع من جديد، الآن تقدم لخطبتي رجل من أهلي ذو أخلاق، ولا أعلم كيف أتصرف، هل أوافق أم أرفض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونؤكد لك أن مجيء هذا الشاب المناسب فرصة ونعمة كبيرة من الله تبارك وتعالى، فلا تضيعي هذه الفرصة، واعلمي أن عالم النت والتعارف من خلاله يقوم على الكذب، وما أكثر الذئاب بين الشباب، بل ما أكثر من يمثل، بل ما أكثر من يخدع، فقد يكون الإنسان عمره خمسين سنة ويمثل على أنه شاب أو العكس، وقد يكون شابا ويمثل على أنه فتاة والعكس، فلذلك ينبغي أن تخرجي من عالم الخديعة.

حتى لو فرضنا أنه صادق فإنك وصلت إلى قناعة بأنكم لا يمكن أن تتزوجوا، فكيف تضيعين وقتك؟ كيف تعبثين بعواطفك؟ اعلمي أن هذا القلب غال، وأننا ما ينبغي أن نعمره إلا بحب الله وحب كل أمر يرضيه، وحب الرسول - صلى الله عليه وسلم –، وحب ما جاء به الرسول - عليه صلاة الله وسلامه -، ثم بعد ذلك ينبغي أن تصرف الفتاة عاطفتها لوالديها، وإذا جاءها صاحب الدين والأخلاق فإنها تعطيه من ميلها وفطرتها وحبها.

لذلك ينبغي أن تعلمي أنك غالية، وأن هذه فرصة عظيمة أرسلها الله تبارك وتعالى، ولكننا ننصح بداية بالتوقف التام، بقطع الصلة مع ذلك الشاب، وبالستر على نفسك، ولا تذكري هذه التجربة المريرة والمخالفة الكبيرة لأي أحد من الناس، اجعليها طي الكتمان، فإن الإنسان إذا بلي فعليه أن يستتر، والناس في عافية إلا من يجاهر بالمعصية، وليس في نصوص الدين ما يدعوك إلى أن تفضحي نفسك، فليكن الإجراء الأول هو التوبة النصوح، والإجراء الثاني التخلص من الإيميلات والرسائل وأرقام الهاتف، وكل ما يذكرك بذلك الشاب.

الأمر الآن: الإقبال على هذا الذي طرق الباب وقابل أهلك الأحباب، - والحمد لله - أنه صاحب خلق ودين، ومن الأهل، فهو سيشفق عليك، ويسعى في إسعادك. لا تضيعي هذه الفرصة، لا مجال للتردد، أكرر: لا مجال للتردد، والفرص أندر من النادر، وصاحب الدين والخلق عملة أكثر من نادرة، فلا تضيعي هذه الفرصة، فأحمق الناس من يضيع فرصته.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يتوب عليك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات