أهل خطيبتي لا يراعون الشرع في الخطوبة وحفلة الزواج، ما النصيحة؟

0 442

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأتقدم -بإذن الله- لخطبة فتاة، وأريد أن تكون مراسم الحفل إسلامية، وأيضا طريقة تعاملي معها في فترة الخطوبة أن تكون كما قرر الشرع، وأعلمت أهلي بذلك، ولكن أهل هذه الفتاه أعتقد أنهم ممن يفضلون إقامة الحفلات، وأيضا فترة الخطوبة تكون عادية كالخروج معا مثلا، فماذا أفعل؟ وهل سأكون شيئا غريبا بالنسبة لهم.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الفاضل-، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونشكر لك فكرة الاستشارة وهذا الهم والرغبة في الخير، وهكذا ينبغي أن يحرص الإنسان، فإن البدايات الصحيحة توصل إلى نهايات مفرحة -بإذن الله تبارك وتعالى-، والإنسان الذي يبدأ بداية صحيحة يجد توفيقا من الله -تبارك وتعالى-، والمسلم ينبغي أن يحتكم إلى هذا الشرع كل أحكام حياته خاصة في الحياة الأسرية، التي ينبغي أن نحرص فيها على طاعة رب البرية، والتحاكم إلى الآداب الشرعية، ولا يضرك بعد ذلك ما يقوله الناس وما يحصل منهم، غير أن العقلاء في كل زمان ومكان يدركون أن هذا المنهج فيه خير، وأن مثل هذا الرجل سيحافظ على ابنتهم.

ونتمنى أن تدرك أن الشريعة لا تمنعك من الجلوس مع الفتاة، لكن تمنع الخلوة وتمنع التوسع في المكالمات، ولا نفضل كثرة الزيارات، ولكن وجودك معها مع وجود محرم أو أخت لك أو لها، فهذا أمر قد يكون فيه سعة، وأيضا الإنسان يحاول أن يستخدم هذه الأشياء، الرخص الشرعية المتاحة.

ونحب أن نؤكد أن فترة الخطبة ما ينبغي أن تطول، إذا رأيت أنهم يريدون أن يتوسعوا فحول الخطبة بعدها إلى عقد شرعي؛ لأن هذا يتيح لك فرصا أكبر، فقد تصبح الفتاة بعد ذلك بعد العقد زوجة بالنسبة لك، ولا يبقى بعد ذلك إلا إعلان مسألة الدخول، ولكن التوسع في المسألة والزيارات والضحكات يصبح متاحا بالنسبة للإنسان بعد أن يعقد العقد الشرعي.

وعلى كل حال نتمنى أن تكون جاهزا للزواج؛ لأن الهدف من الخطبة هو تحقيق التعارف والتآلف، ونحن نبدأ بالدين، وأكيد أنت سألت عليه، والأخلاق، والأسرة، والعلاقات، إذا ثبتت هذه الأمور فلماذا التأخير ولماذا التطويل، فالعاقل يحرص دائما على أن يكمل المراسيم بسرعة بعد أن يتأكد من صلاح الفتاة ووجد في نفسه ميلا إليها، وتجد في نفسها ميلا إليه.

وبالنسبة للحفلات سيكون هناك استجابة -إن شاء الله- لرغبتك في أن تكون المراسيم شرعية، واجتهد في أن تتجنب المعاصي والمخالفات، وستجد من أهل الفتاة أيضا من العقلاء والفضلاء من يؤيد وجهة نظرك، ونؤكد لك أن الرجل هو الذي يتحكم في الأمور، لكن الحكمة ومسايسة الناس ومسايرتهم وتصحيح المفاهيم، هذه الأمور المهمة التي ينبغي أن نبرزها، لأنا لا نريد أن نعاند الناس، ولكن نريد أن نطيع رب الناس أولا، ونريد أن نؤثر في الناس أيضا حتى يكونوا معنا استجابة لأمر الله وانقيادا لشرعه الحنيف.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات