لدي ضعف في السمع وأشعر بخيبة الأمل في الحياة!

0 440

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنـا فتاة عمري 20 سنة، أقرأ القرآن، أو أستمع من القارئين، وأذكر الله أيضا يوميا، لدي ضعف في السمع، ولا أفهم الكلام إلا بالصوت المتوسط والعالي قليلا، وضعف سمعي جاء من والدي الذي لا يسمع نهائيا إلا بالصوت الأعلى قليلا.

وأيضا لدي حالة نفسية: خوف وقلق، ووسواس قهري، لدرجة أني لم أدخل الجامعة بسبب ضعف سمعي وحالتي النفسية -الخوف والقلق-، لكن بالرغم من ذلك فأمي الغالية علي هي الوحيدة التي تشجعني وتعلمني دائما الصواب.

لكني أفكر ماذا سيحدث لي إذا ماتت أمي، وجوابي يكون أني سأمرض مرضا عقليا وقلبيا ونفسيا، وأفكر أيضا بأبي الذي لديه حالة نفسية مرضية، لدرجة أنه لا يسمح لأمي أن تذهب معي إلى أي مكان، كالجامعة مثلا، أو أي مكان أريد الذهاب إليه؛ لأنه يظن بأن أمي ستهرب من البيت إذا أتت معي، وأنا أعرف أمي، أعرفها أكثر من غيرها، فهي تخاف الله حقا، وتقرأ القرآن ليلا نهار، وأيضا تصلي الصلاة المفروضة يوميا، ولن تهرب لأي مكان ما.

عموما عندما أخبر أبي بحالتي يظن أني أمزح، ولا يفكر بأني جادة، بالرغم من أن أبي منذ صغره قد تركه أهله وأهملوا تربيته؛ لأنه معاق سمعيا -كما ذكرت سابقا-.

وأفكر أيضا بأن إخواني لم يعانوا كما أعاني أنا، وهكذا أظن أنهم سيتزوجون في المستقبل وسأظل أعيش بمفردي، وأخاف على نفسي كثيرا.

وعندما يأتي يوم ويموت فيه أبي وإخواني سأخاف على نفسي أكثر جدا جدا.

هل حياتي انتهت حقا؟ أنا أظنها هكذا، لدرجة أني أريد أن انتحر، لكني أخاف من عذاب الله، ولقد خاب ظني بالحياة، ولم يعد لدي أمل، فكل ما لدي هو الألم والخوف.

انصحوني ماذا أفعل؟

جزاكم الله خيرا يا أهل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فوش حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بما في نفسك.

لا شك أنها حالة صعبة التي وصلت إليها، عندما تشعرين بخيبة الأمل في الحياة عموما، حتى إنك فكرت فيما لو انتهت هذه الحياة، ولا شك أن كل هذا يشير لمعاناة شديدة، خفف الله عنك ما أنت فيه.

عدة أمور وردت في سؤالك، وأشير إليها بشكل سريع:

موضوع ضعف السمع: يجب ألا يمنعك من حضور الجامعة، فكم ممن عندهم مثل هذه الصعوبة تابعوا دراساتهم، ووصلوا لأعلى الدرجات العلمية، بل ووصلوا لاختراعات عظيمة والتاريخ يشهد لعدد كبير منهم!

وربما في الابتلاء نعمة قد لا ندركها، وهنيئا لك، فربما عدم سماع الكثير مما يقال لا مبرر لسماعه، وربما لا يفوتك الكثير مما يمكن أن ينفع.

ولكن إذا أردت تصحيح ضعف السمع هذا، فقد تطورت أجهزة تقوية السمع، وحتى الجراحة التي تصحح السمع وتعيده لوضعه الطبيعي، فأرجو أن تستشيري أخصائي أنف وأذن وحنجرة.

يبدو أن الخوف والأفكار القهرية متركزة عندك في موضوع القلق من الموت، خاصة وفاة الأب أو الأم... بحيث تشعرين بأن الحياة ستكون صعبة عليك عندما يحصل هذا، أنا متأكد من أن هذه المخاوف غير منطقية، وأن إيمانك بالله يجعلك تثقين برعايته تعالى لك، ولكل الناس عندما يحصل ما لابد منه، إلا أن طبيعة تعريف المخاوف أنها غير منطقية، ولا تنسجم مع المنظومة الإيمانية للشخص المصاب بهذه المخاوف.

وربما أفضل علاج غير العلاج الدوائي، هو أن لا تسمحي لهذه الأفكار الرهابية أن تصرفك أو تمنعك من متابعة أعمالك ومشاريعك، من دوام الجامعة، وما تحتاجين للقيام به، سواء بمفرك أو مع أحد غيرك كالوالدة، وغيرها.

يبدو أن والدك عنده حالة نفسية، وقد ألمحت لهذا في سؤالك، وربما هي حالة من "الغيرة المرضية" عندما يشعر الرجل بأن زوجته قد تخونه أو تتركه وتهرب، وربما يفيد عرض الوالد على طبيب نفسي، مع أني أعلم صعوبة هذا الأمر لاعتبارات متعددة، وخاصة أنه هو نفسه قد لا يقر بوجود عيب أو خلل عنده، أي أنه فاقد للاستبصار بوجود مشكلة، ويرى المشكلة في الناس من حوله.

وفقك الله، وجعلك من الناجحات المتفوقات.

مواد ذات صلة

الاستشارات