أخاف من الموت والوحدة وأعيش حياة غريبة!!

0 468

السؤال

السلام عليكم

أرسلت لكم استشارة قبل هذه المرة منذ 4 شهور، وكانت حالتي هي شعور بالضيقة وخوف من الموت، وعدم النوم لوحدي، ولقد وصفت لي يا دكتور دواء، ولكن حصلت ظروف ومنعتني من أخذه؛ لأني سافرت، ولا أستطيع أن أتناوله أمام أهلي خوفا من أن أسبب لهم القلق.

ولكنني -بفضل الله ثم بفضلكم- شفيت من الخوف من الموت نوعا ما، ومن النوم لوحدي، ولكني عندما أنام لوحدي يجب أن يكون المصباح مضيئا، وأعيش حياة غريبة، وكأنني أعيش في عالم منفصل، كل شيء غريب، وأشعر بأني في حالة شرود ذهني، أو انفصام في الشخصية، ولا أعلم ما بي!

وأريد أن أسأل عن شيء أيضا: هل يشعر الشخص بأنه سيموت قبل موته بـ40 يوما؟ وهل يحس بأن الدنيا غريبة كما أشعر بها؟ وأريد علاجا لحالتي إن وجد فأنا مخطوبة ولا أريد دواء يؤثر على الحمل.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بسيطة، فهي مجرد مخاوف قلق بسيطة أعطتك الشعور بما نسميه باضطراب الآنية، أو التغرب عن الذات، أو افتقاد الهوية النفسية -كما يقولون-، يعني أن الإنسان يحس أنه في وضع غريب، وأن الدنيا حوله متغربة، ويحس بشيء من شرود الذهن وعدم القدرة على التفكير.

هذا كله قلق نفسي، ولا تنزعجي أبدا لكل هذه الأعراض، فكما تغلبت عليها فيما مضى فستتغلبين عليها الآن أيضا، وذلك من خلال تجاهلها، وعدم الاهتمام بها، وصرف تفكيرك إلى أفكار أخرى مخالفة تماما لما ينتابك من فكر قلقي ووسواسي.

موضوع الخوف من الموت: هذه العلة منتشرة وسط الناس، والإنسان لابد أن يخاف من الموت، ولكن المؤمن الذي يعمل لآخرته يجب أن يفرح بلقاء ربه أيضا؛ لأن الله تعالى يفرح بلقائه، ولذا لا نريد أن يكون خوف الناس من الموت خوفا مرضيا، وإنما يكون خوفا إيجابيا: بتقوى الله، والطاعة، وأن يعلم الإنسان أن الموت وحياته بيد الله تعالى.

والخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص منه شيئا أبدا، والالتزام بالأذكار مهم جدا، خاصة أذكار النوم، تبعث في نفس الإنسان طمأنينة كبيرة جدا، والاجتهاد في أمور الحياة، والدراسة، وترتيب الوقت، وتنظيمه، والفاعلية، وأخذ قسط كاف من الراحة خاصة بالنسبة لك؛ لأنه يحسن التركيز كثيرا، والنوم المبكر، والرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، هذا كله جيد ومهم ويساعد كثيرا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: ليس هنالك ما يمنع أن تستعملي دواء بسيطا مثل: الفلوناكسول، والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول)، وجرعته نصف مليجرام، تتناولينها يوميا لمدة شهر، ثم بعد ذلك تتوقفين عن تناول العلاج.

وليس هنالك حاجة لدواء في حالتك، إنما طبقي ما ذكرته لك من توجيهات.

وبالنسبة لسؤالك حول الموت، وهل الذي سوف يموت سيشعر بقرب موته بأربعين يوما؟
حقيقة ليس لي علم بهذا الأمر، ولكن حقيقة الذي أعرفه أن الأعمار والآجال بيد الله، ولا أحد يحس بموته ولا أحد يعرف بموته، قال تعالى: {يسألونك عن الروح قل الروح من أمري ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} انتهى الأمر عند هذا الحد من وجهة نظري، ولكن سوف أحول سؤالك هذا للإخوة المشايخ ليعطوك الرد الصحيح والدقيق حول هذا الأمر، والذي أرجو أن تأخذي به.

والله الموفق.
___________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
____________________________________

مرحبا بك –ابنتنا العزيزة– في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك عاجل العافية والشفاء.

نوصيك -أيتها البنت العزيزة– باتباع ما أرشدك إليه أخونا الدكتور/ محمد –جزاه الله خيرا–، وقد بالغ في النصح، وبين لك ما تحتاجين إليه، فينبغي الأخذ بهذه الوصايا والنصائح.

وأما ما ذكرته من قولك عن الموت، وأن الإنسان يشعر بأجله قبل أن يوافيه بأربعين يوما وما إلى ذلك، فنقول -أيتها البنت العزيزة-:

هذا لا حقيقة له، وليس له دليل من كتاب ولا من سنة، والأجل من جملة الغيوب التي يعلمها الله تعالى، فقد قال سبحانه: {وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت}، وقد قال الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: {قل لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء}.

فعلم الأجل عند الله تعالى، وقد قال تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله}، ونحن نؤكد ما قاله أخونا الدكتور/ محمد من ضرورة الاهتمام والاعتناء بالاستعداد للموت ولقاء الله تعالى، فإن الموت حق، ولن يتقدم ولن يتأخر، ولكن المؤمن يتميز عن غيره من الناس بأنه يستعد للانتقال من هذه الدنيا إلى حياة هي حياة الخلود والبقاء الذي لا موت بعده، فعليه أن يعمل صالحا ليلقى الله تعالى وهو راض عنه.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته أن يحسن لنا ولك الختام، وأن يأخذ بأيدينا إلى طاعته.

مواد ذات صلة

الاستشارات