أنا اجتماعي وجريء ولكني أرهب الإمامة والخطابة.. فما هو علاجي؟

0 387

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا إنسان جريء واجتماعي جدا، -ولله الحمد- ولي مناقشات مع الشباب في الحوارات، ولكن مشكلتي هي عندما أتحدث وحدي في المجلس لا أستطيع استمرار التحدث، تأتيني رهبة وكتمة وضيق نفس، وكذلك عندما أتقدم للصلاة للإمامة أو إلقاء خطاب على مجموعة أشخاص، ولا أحد يعلم ذلك إلا الله حتى زملائي في الوظيفة وأصدقائي يقولون لي أنت جريء ولي علاقات كثيرة، وأستطيع صنع العلاقة بسرعة -الحمد لله- والضحك، ولكن كما ذكرت سابقا.

ولا يوجد عندي مشكلة في الدخول على مجموعة أناس في الزواج أو اجتماع، وقد نصحني أحد الزملاء بأخذ حبوب سيبرا لكس، وأخذت منها واستطعت إمامة الناس، وبعد فترة رجعت الحالة وتركتها، والآن رجعت لها ولا تحسن، أرجو إفادتي، وهل حالتي تحتاج لعلاج دوائي أو سلوكي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محب الخير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت بخير يا أخي، وكل الذي بك هو نوع من الرهاب الاجتماعي الداخلي البسيط، وهذا النوع من الخوف ذي طابع وسواسي، حيث إنك تفرض رقابة صارمة على نفسك، ومن خلال ذلك تستجلب هذه الأعراض.

أخي لا تختبر نفسك أبدا، أنت -الحمد لله- شاب اجتماعي مقبول، جريء، متواصل، محبوب لدى الناس.. عش على هذا النمط من التفكير، ولا تدقق، ولا تبحث في نفسك وتدخل في أغوارها لتجعل الوسوسة تسيطر عليك صحيا، أكثر من المواجهات، أكثر من الحوارات، زود نفسك بالمعلومات، هذا يفيدك مع نفسك، وحين تكون مع الآخرين، وطبق تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جدا لعلاج الكتمة التي تحدثت عنها، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجع إليها وتستفيد منها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أنك إذا تناولت دواء مضادا للقلق سوف يساعدك كثيرا، والفلوناكسول، أو الذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) دواء بسيط ولطيف جدا، وزهيد الثمن، لكن فائدته كبيرة جدا، في مثل حالتك الجرعة المطلوبة هي حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها صباحا لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك اجعلها حبة صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وفي ذات الوقت سيكون مفيدا لك أن تدعم الفلوناكسول بدواء إندرال، بجرعة عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

ابدأ في السحب التدريجي للسبرالكس، لا أرى أنك في حاجة إليه أبدا، غير نمط فكرك، كن أكثر تمازجا وثقة في نفسك، لا تراقب أداءك الفسيولوجي، فأنت بخير، ولك - الحمد لله تعالى - ما يسمى بالكاريزمية الاجتماعية، وهي القدرة على بناء صورة إيجابية عن ذاتك في نظر الآخرين.

أخي الكريم: لا بأس أن تقرأ في كتب الذكاء العاطفي، هنالك كتاب ممتاز في مكتبة جرير وهو (الذكاء العاطفي) للدكتور دانييل جولمان، وهناك كتاب آخر يسمى (الذكاء العاطفي 2) هذا أيضا كتاب جيد وبليغ جدا، من خلاله يستشعر الإنسان كيف يفهم نفسه إيجابيا، ويقدر مشاعره، ويفهم الآخرين أيضا، ويتعامل معهم إيجابيا، ولا شك أن كتاب الشيخ عائض القرني (لا تحزن) فيه الكثير مما هو طيب وجميل، ومنهجه النفسي منهج إسلامي أعجبني كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات