أعاني من الاكتئاب والحزن منذ الولادة، هل سأظل هكذا طوال عمري؟

0 336

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة ولي بنت تبلغ من العمر تسعة أشهر، بعد إنجابها أصبت باكتئاب بعد الولادة، كنت أشعر بأنني سوف أقتلها، وأشعر بضيق إذا رأيتها وغيره.

وذهبت إلى طبيب نفسي، وأخبرني بأني أعاني من اكتئاب ووساوس، ووصف لي السيروكسات 20 لمدة شهرين، ثم أتوقف، ولكني استمررت بتناولها؛ لأنها كانت تمنحني سعادة، وزال الرهاب الاجتماعي الذي كنت أعاني منه.

بعد مرور ستة أشهر تغير الوضع أصبحت حزينة، لم تعد تنفعني الحبوب، وأردت الذهاب لدكتور نفسي، ولكن زوجي رافض لهذه الفكرة، وحتى أنه لم يكن يعلم أني استمررت بتناول السيروكسات، أخبرته بأني أوقفتها، وفكرت بزيادة الجرعة، ولكني خفت؛ لأنني حاولت تركها، فلم أستطع النوم، إضافة للكوابيس والقلق.

أصبحت أتناول نصف حبة منذ شهر تقريبا، لا أرغب بالخروج، متقلبة المزاج، قد أشعر بفرح ورغبة بالخروج، ثم يتغير الوضع بسرعة، وأصبح حزينة، وأشعر بضيق ورغبة بالبكاء، وأنام كثيرا، وأحلام مزعجة، وعدم التركيز.

ولدي وساوس أني سوف أظل هكذا طوال عمري، وأنه لا علاج لي، وأيضا أخاف من الخروج، ومرات أصاب بحالة من البكاء، وأني سوف أصبح مجنونة ومريضة نفسيا، وقلق وخوف.

أريد حلا، فأنا لم أعد أطيق هذا الوضع، أرجو مساعدتي وإرشادي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم، اكتئاب ما بعد الولادة يجب أن يؤخذ بجدية، ويجب أن يعالج بصورة جادة وصارمة، وذهابك للطبيب النفسي كان حلا صحيحا، واكتئاب ما بعد الولادة يحتاج لعلاج دوائي؛ لأنه يعتقد أن أصله وأسبابه هي بيولوجية وفسيولوجية في المقام الأول.

تحدثي مع زوجك الكريم، وأنا متأكد أنه سوف يتفهم وضعك تماما، حيث إن النفاس من الناحية الطبية النفسية يعتبر عاما كاملا بعد الولادة، لذا نحن ننصح الأمهات بتناول الأدوية التي وصفها الطبيب لفترة عام في معظم الأحيان.

فإن شاء الله تعالى زوجك يقتنع، وتستمري على الدواء لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر أخرى، وقطعا الزيروكسات دواء ممتاز وفاعل جدا، لكن قطعا جرعة نصف حبة ليست كافية، وإذا لم يكن الزيروكسات مجديا فسوف يكون الزولفت، والذي يعرف علميا باسم (سيرترالين) مفيدا وفاعلا، خاصة أنه يعتبر سليما نسبيا مع الرضاعة إذا كنت مرضعا، وهو دواء فاعل جدا في علاج قلق المخاوف الاكتئابي أيا كان نوعه.

إذن؛ المهم هو أن تتعالجي، وإن شاء الله تعالى العلاج متاح وبسيط جدا، والتعافي سوف يأتيك -بإذن الله تعالى-.

لا تتشائمي، تذكري الإيجابيات العظيمة التي لديك في حياتك، وكوني نشطة، لا تدعي مجالا للفراغ أبدا، اشغلي نفسك بما هو مفيد، اجعلي صلاتك في وقتها، وعليك بالدعاء وتلاوة القرآن، والحرص على بيتك وزوجك وابنتك، ولابد أن يكون لديك المزيد من الشعور الإيجابي. هذا القلق التوقعي، والفكر الافتراضي المتشائم بأنك سوف تصبحين مجنونة ومريضة نفسية، هذا الفكر يجب أن تقفي أمامه بحزم وبقوة وتحقريه، لأنه ليس حقيقة أبدا، حياتك سوف تكون سعيدة جدا -بإذن الله تعالى-.

الأحلام المزعجة قطعا مرتبطة بالقلق، فتناول الدواء سوف يفيدك كثيرا، أضف إلى ذلك يجب أن تحرصي على أذكار النوم، وأن تتجنبي طعام العشاء، أو تتناولي وجبة خفيفة في وقت مبكر، وممارسة أي تمارين رياضية تناسب المرأة المسلمة سوف تفيدك، الابتعاد عن تناول الشوكولاتة والشاي والقهوة في فترة المساء أيضا من الأشياء التي ننصح بها، وتتدربي على تمارين الاسترخاء، هنالك عدة تمارين، تمارين التنفس المتدرج مفيدة جدا:

وأنت على السرير أغمضي عينيك، تفكري في أمر مهم وطيب وجميل، ضعي يديك بجانبيك، ثم خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، أمسكي الهواء في صدرك لمدة أربع ثوان، بعد ذلك أخرجي الهواء عن طريق الفم بكل قوة وبطء.

كرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات متتالية صباحا ومساء، خاصة قبل النوم، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجدين فيه خيرا كثيرا.

أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات