هل الاضطراب وزيادة ضربات القلب مرض عضوي أم نفسي؟

0 414

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 21 سنة, أدخن منذ 4 سنوات, وقد أقلعت عنه منذ أسبوع تقريبا, أشرب القهوة يوميا فنجانا إلى فنجانين, وعملي ليس فيه حركة, فقط الجلوس على المكتب لمدة 8 ساعات, ومن ثم أذهب للبيت, أتمرن قليلا في أيام العطل, أي كل سبت أتمرن من نصف ساعة إلى ساعة.

كنت أعاني من مرض المخاوف المرضية, وخصوصا من أمراض القلب, حيث إنه كانت تنتابني مخاوف من مرض ما, ومن ثم يتبعه دقات القلب السريعة جدا, والتي كنت أعتقد بأنها علة في القلب, أو ما شابهه, حتى أخرجت نفسي من تلك الحالة -المخاوف المرضية- وتعافيت منه.

ولكن تلاه مرض قلبي حقيقي, ما يحصل معي منذ 5 أشهر لليوم حالة غريبة جدا, وأنا متأكد منها, وهي عدم انتظام في ضربات قلبي, حين أكون جالسا مرتاحا تأتيني ضربة زائدة, أو إن قلبي قد توقف لحظات, ثم يعود للنبض.

تحصل هذه الحالة أكثر عند ممارسة الرياضة, أو القيام بجهد قليل, وفي أغلب الأحيان حين آخذ نفسا عميقا, تأتيني هذه الحالة, وعند الخوف من شيء تأتيني هذه الحالة.

والأهم من ذلك أنه منذ قليل حصلت معي حالة غريبة جدا ومرعبة, استيقظت من النوم, وذهبت للمطبخ, فجأة وبدون سابق إنذار تسارعت ضربات قلبي بشكل سريع جدا, ولم تكن منتظمة بالمرة, ثم ركضت إلى الطوارئ, ولكن حين وصلت زالت هذه الحالة, وعملت تخطيطا, وللأسف بعدما زالت قال لي الدكتور: لم يتبين معك شيء, ولكن يجب أن تذهب إلى دكتور قلب في العيادات.

سؤالي هنا: هل هو مرض عضوي في القلب؟ أم أنه مرض في الأعصاب؟ أم من أي شيء؟ وإن كان مرضا قلبيا فهل له علاج كامل؟ فأنا قد أتعود على أي شيء, إلا أمراض القلب؛ لأنني لا أحب أن يتحكم قلبي بحياتي, ويحصرني ضمن حدود.

عموما أنا أنوي الذهاب إلى الطبيب في الشهر القادم, وذلك بسبب الحالة المادية التعيسة.

أشكركم جزيل الشكر, ولكم مني الدعاء يا إخواني الكرام, وجعلها الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أعتقد أن حالتك نفسوجسدية، فما تعاني منه من خفقان وضربة زائدة في القلب، هذا غالبا ناتج من القلق، كما أن شرب القهوة في بعض الأحيان يزيد من حساسية واستشعارية القلب، مما يؤدي إلى حدوث هذه الضربات، خاصة أن خلفيتك أو تركيبتك النفسية وأبعاد شخصيتك تقوم على مبدأ القلق وبعض المخاوف.

أرجو أن تطمئن تماما -أيها الفاضل الكريم- وإن استطعت أن تذهب إلى طبيب القلب فهذا أمر جيد، لأن هذه وسيلة فعالة لأن تقضي على مخاوفك المرضية ووساوسك.

اذهب إلى الطبيب مرة واحدة أو مرتين، وبعد ذلك لا تتردد على الأطباء، كن مقتنعا بما يقوله لك، سوف يجري لك فحوصات بسيطة مثل تخطيط القلب، وربما يطلب منك أن تركب جهازا يعرف باسم (هولتر) والذي من خلاله يتم رصد ضربات القلب لمدة أربع وعشرين ساعة، جهاز بسيط جدا، وحاسم جدا من الناحية التشخيصية.

أنت والحمد لله تعالى بدأت في ما يمكن أن نسميه بدايات تأهيلية صحيحة، فأنت تمرنت حتى وإن كان هذا قليلا، لكنها بداية طيبة، فأرجو أن تزيد من معدلك في الممارسات الرياضية، وتوقفك عن التدخين لا شك أنه إنجاز عظيم، يجب أن تحس حياله بالرضا والإشباع الداخلي، هذا مهم جدا.

شرب القهوة بمعدل فنجان إلى فنجانين في اليوم لا أرى أن في ذلك إشكال أبدا، لكن حاول أن تكون القهوة غير مركزة وخفيفة نسبيا.

سوف تستفيد كثيرا من تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس التدرجي، وتمارين قبض وإطلاق العضلات، وبهذه المناسبة موقعنا أعد استشارة تحت رقم: (2136015) حرصنا أن تكون بها بعض التفاصيل المبسطة جدا، ليسهل استيعابها وتطبيقها، فأرجو أن تطلع عليها بجدية وتحاول أن تطبق الإرشادات الواردة في هذه الاستشارة، وسوف تجد فيها خيرا كثيرا جدا.

بصفة عامة: أريدك أن تصرف انتباهك من هذه الأعراض، أنت شاب صغير في السن، وأمامك فرصة عظيمة جدا لأن تستثمر وقتك بصورة صحيحة: الاجتهاد في دراستك، التواصل الاجتماعي، الترفيه عن النفس بما هو طيب ومباح، ممارسة الرياضة، الحرص على الصلاة في وقتها... هذا كله يعطيك شعورا داخليا بالطمأنينة والانفراج الداخلي كما نسميه.

بعد أن تقوم بإجراء الفحوصات من أجل التأكد فقط أعتقد أنك سوف تستفيد كثيرا من أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وأرى أن جرعة صغيرة من عقار يعرف تجاريا باسم (إندرال) ويسمى علميا باسم (بروبرالانول)، وتناول دواء يعرف تجاريا باسم (زولفت) ويعرف أيضا تجاريا باسم (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين) أو عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) ويسمى علميا باسم (باروكستين) سوف تستفيد من ذلك كثيرا، هذه الأدوية معروفة حتى بالنسبة للأطباء العمومين وأطباء القلب، وبعد أن تقوم بإجراء الفحص -إن شاء الله تعالى- بعد أن يتأكد الطبيب أن كل شيء سليم –وهذا هو الذي أعتقده– سوف يكتب لك هذه الأدوية.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات